هذا المساءُ كئيبٌ مثلُ وجهِ أبيْ
أمَّاااهُ ... ماذا ؟! و نالَ الحزْنُ مِنْ لُعَبي

تبعثرتْ مُدُنُ الإيماءِ و انسلختْ
مِنِّيْ بقايايَ ، فاطويْ الأرضَ و احتسبي

فلستُ أوَّلَ معنىً في ديانتِنا
أراقَهُ القومُ تحريفاً ،،، فلمْ يَجِبِ

صُلِبتُ في الصَّمْتِ و الأسماءُ تملؤني
فأينعتْ بيْ لغاتٌ غضَّةُ الحَسَبِ

ظللْتُ عُمْرَينِ أتلوْ الملحَ في جُرُحِيْ
و جئتُ في أممٍ مِنْ أضلعِ السُّحُبِ

ألمْلِمُ اليُتْمَ عنْ أجفانِ مَنْ قذفوا
روحيْ ، و شقُّوا ذرى معنايَ بالكذبِ

يا قومِ ،، و ازدجروا معنىً أثارَ دمي !
بحيرتيْ شُنِقَتْ في حسرةِ اللَّهَبِ !!

عشرونَ عاماً و آمالٌ نطقتُ بِها
في رغبةِ الكأسِ أجيالٌ مِن العنبِ !

و جئتُ أقرأ للأحبارِ أزمنةً
قُدْسيَّةً مِن مسافاتي و مِنْ تعبي

****

أمَّاااهُ !! و التفتتْ كلُّ النِّساءِ هنا
و صِرْنَ يرسمنَ بالأحداقِ روحَ صبي

تفجَّرتْ بيْ كناياتُ العصورِ دماً
و شكَّلتْني أساطيلاً مِن العجبِ

مِنْ حالمٍ تَتَشظَّى أنفسٌ ، كَبُرتْ
بها الأمانيُّ أزماناً مِن الأدبِ

أشلاءُ مَنْ شرَّدتْهمْ ريحُ بلدتِهمْ
و موطنٌ يتوارى خشيةَ الشَّجبِ

صدى المنافي ، أحاديثُ الغريبِ ، هوىً
يجرُّ إيقاعَ مَنْ خانوا الحقيقةَ بِيْ

حرائقُ الثَّلجِ ، موسيقايَ ، أجنحتي
حقائبيْ ، شجنيْ المسكونُ في الصخبِ

نوافذُ الحزنِ ، أقطارُ البكاءِ ، أنا ،
مجرَّةٌ لم تعاقرْ فتنةَ الشُّهبِ

في أضلعيْ ألفُ ميلادٍ و معجزةٌ
أقامَ حُجَّتَها البيضاءَ ألفُ نبي

و لم أزلْ مُثخناً بالحلمِ ، أعبرُنيْ
و خيبتيْ خلفَ تأويلٍ مِن النُّصُبِ

أزلزلُ الدَّرْبَ بحثاً عنْ مَثَارِ دمي
و أحرقُ الروحَ بحثاً فيَّ عنْ سببي

غرابةٌ أنا..! هذا الظِّلُّ !! لستُ أنا
ما زلتُ أبحثُ في التَّاريخِ عنْ نسبي !

حفظتُ أذكارَ هذا الرَّيبِ ، هلْ وقعتْ
مدينةُ الماءِ في تغْريبةِ الجَرَبِ ؟؟!!

هل غادرَ النهْرُ ؟! إنِّي في تَشَقُّقِهِ
تركتُني ريثما أنشقُّ عنْ كَثَبِ

لقد مضى و احْتراقاتيْ تظلِّلُهُ
فهل سألمحُنيْ في خيبةِ الحقبِ ؟

و هلْ سيُتلى خيالُ الريحِ في وطنٍ
نفثتُ فيهِ سماواتٍ مِن الكُتُبِ ؟؟

هذا المساءُ بِبعضِ الماءِ مُحتَفِلٌ
لكنَّ عشقاً بِبعضِ الروحِ لم يَطِبِ