مهرجان النار - محمد باقر جابر | القصيدة.كوم

شاعر لبنانيٌّ (1986-) له العديد من الجوائز العربية والمحلية.


1151 | 0 | 0 | 0



أنا لَسْتُ مِرآةً لأَعكِسَ ما أراهُ
كما أراهُ.. فأحرُفي إعصاري
أنا شَاعِرٌ أُصغي إلى الأشياءِ
أطلِقُ في مدى إحساسِها أطياري
أتلَّمسَ الشَّغفَ الظميءَ إلى الخيالِ
على شفاهِ النَّحلِ والأزهارِ
وأحيلُهُ نغماً عتيقاً سَلسلاً
كي أَسْتَرِدَّ نَضَارَةَ القِيثارِ
عِنَبُ المجازِ بِكَرمَتِي حتَّى التماعِ
قصائدي في أَكؤُسِ السُّمّارِ

إنِّي كوجهِ البحرِ أرسُمُ رؤيَةً
مشبوبَة الإقدامِ للبحَّارِ
وأخُطُّ بالرِّيحِ الجَمُوحِ قَصِيدَتِي
صُوَراً تُؤَرِّخُ نَشْوَةَ الإِبْحَارِ
المَوجُ يَصهلُ في ضُلُوعي،كُلَّما
مَرَّ السَّحابُ أُشيرُ للأمطارِ
أُضْفِي عَلَيها رَغبتي في أَنْ أَكُونَ مُغَامِراً
ما لانَ للأقدارِ

الميِّتونَ تَكدَّسوا في موطني
ضاقَ المَدَى مِنْ ميِّتينَ صِغارِ
صاروا متاريساً تُغَطِّي ظَهرَ مَنْ
سَلَبُوا التُّرابَ عقيدةَ الإصرارِ


يا أرضُ لا تسترسلي في الحُزنِ
لا تبكي على بُنيانِكِ المُنهارِ
يا أرضُ إنَّ الميِّتينَ قَدِ استَحَقُّوا المَوتَ
حِينَ اسْتَسْلَمُوا للعَارِ
أَزكَى لَهُمْ – أمَّاهُ – أنْ يتقهقروا
كي تستريحَ الدَّارُ من دَيَّارِ
إذْ لمْ يُغيثوا بُحَّةَ الوَردِ الشَّهيدِ
وكانَ أقسى الطَّعنِ طعنُ الجارِ
ولكِ القرابينُ الرِّجالُ .. مِدادُهُمْ
فقه العبيرِ وحِرفَةُ الإمطارِ
حملوا معاولَ فِكْرِهِمْ ليُعَبِّدوا
ما اعوجَّ حينَ تَصادُمِ الأفكارِ

للآنَ ضائعةٌ خُطى كلماتِنا
لا دربَ يوصلُها إلى الأسرارِ
مَنْ ذا يَحُلُّ اللُّغْزَ: كيفَ لِأُمَّةٍ
مَلَكَتْ حُروفَ الجَرِّ وهْيَ جواري ؟!
هِيَ هِجْرَةُ الوجدانِ عَنْ وِجداننا
هي غُربَةُ المعنى عنِ الأوتارِ
فالمطفئون الشَّمسَ ما قرؤوا انبعاثَ
الشَّمسِ بعدَ تَهافُتِ الأسوارِ
والمضرمونَ النَّارَ مُنطَفِئونَ ذلكَ
أنَّهمْ شَذُّوا عَنِ الأنوارِ
فلدى التُّرابيينَ ما يكفي لِكَي
يَتَألَّقُوا فِي مهرجانِ النَّارِ




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.