إلقاء: سلطان السبهان

أوّلُ ضحكتِها..
تِسْكابٌ صافٍ.. يسقي عطَشَ البالْ
آخِرُ ضحكتها..
مجنونٌ مثلُ الأبيضِ في الشلّالْ

أولُ عينيها ..
ثرثرةٌ بين الليلِ وبين الصبحِ...
وآخرُ عينيها..
فلسفةٌ أعمقُ من حُزْن الموّالْ

أول هذا الشَّعرِ..
دخولٌ في موجٍ لم يهدأ يوماً
آخر هذا الشَّعرِ..
ضَلالٌ في غاباتِ الليلِ وتِيْهٌ
في عاصفة العطرِ وسُكْرٌ في مَطَرٍ مُنثالْ

أولُ مِشيتِها..
أشعارٌ، بحرٌ موزونٌ وهدوءٌ
آخر مِشيتِها..
قافيةٌ، نَوّنَـها جَرْسُ الخلخالْ

يا عَرْضاً رسمياً لــولا غمّازةُ طِفلٍ في وجهٍ تَركُضُ مُهرُةُ ليلٍ فيهِ..
ويَركضُ خَلْفَ المهرةِ شالْ

أولُ مَنْطِقها..
لا أدري ذابت أم ذابت كلماتٌ مَنَحتْها لوناً ومَذاقاً
صارتْ بعد النطقِ سِلالْ

آخرُ منطِقِها..طاووسٌ..
حَكْيٌ مغرورٌ يَختالْ

أوّلُ خدّيها..
فردوسٌ بين الشمسِ وبين ضحاها، يغشى الوردَةَ ما يغشاها
سَبّحُ تحت الوردةِ خالْ
آخر خدّيها..
منحوتٌ يملؤهُ مِلْحُ الأطفالْ

أوّلُ كفّيها..
أغصانٌ، لولا الخاتمُ مالَتْ لِيْناً
آخرُ كفّيها..
منديلٌ مرّ نسيمُ الليلِ فمالْ

أولُ رِقّتها..
عصفورٌ حَطَّ على ساقيةِ الروحِ
وآخِرُ رِقّتها وَرْقاءٌ..
تَفزَعُ مِن وسواسِ ظِلالْ

أوّلُ وَقْفتها..
تلميحٌ عن موسيقى النصرِ، وجزءٌ
من كُوبْلِيهِ الفتنةِ طالْ
آخرُ وقفتها..
استغراقٌ في استعراضِ الخيلِ، وعزْفٌ
راقٍ في حفلِ استقبالْ


أولُ ناهِدِها..
محسوبٌ ضمنَ الثوارِ بلا سيفٍ
وثَرِيٌّ لا يملِكُ مالْ
آخرُ ناهِدها..
أشياءٌ تُفهَمُ.. لكن ليس تُقالْ

أولُ هذا الخصرِ..
مَضِيقٌ، دون البحرِ بحارٌ أخرى
تَعْبرُه نظراتٌ عَطشى، سُفُنٌ تحمل ألف سؤالْ
آخرُ هذا الخصرِ..حوارٌ
بين الجودِ وبين الشحَّ وبين الشعر وبين النثرِ
حديثٌ عن فَرْقِ الأشكالْ

أولُ هذا الجيدِ..
ممرٌّ يرفعُ راياتِ استقلالْ
أبيضُ ما نَدّاهُ الصبحُ وأصفى ما أجْرَاهُ الغيمُ
وآخر هذا الجيدِ بَلاطٌ
بَهوِ يحكمُهُ السلسالْ

أولُ هذي المرأةِ وادٍ
ندخلُ من أعلاهُ رجالاً، نحملُ أفكاراً وطقوساً
نخرجُ من أدناه عِيالْ


"تم تسجيل هذه القصيدة من الأمسية الذكية الخامسة للقصيدة.كوم يوم 15-5-2020"