أنبياء شارع القيادة - عبد القادر المكي المجذوب | القصيدة.كوم

شاعر سوداني له ديوان مطبوع بعنوان "مرايا" (1985-)


700 | 5 | 0 | 2



دخلت عليك مثل السيف
أنفض عنك ماضي ليلك الدامي
وازرع فيك شعرا آخرا أخضرْ
دخلت عليك خلف الشمس
فوق الشمس أوسع من حدود الدمع
أصغر من وجودي فيك بل أكبر
دخلت هناك أعزف ما أشاء
من الدم القاني ومن وجع الطريق الحر
......
.......
.......
أنا صحراء لم تسأل هناك عن الهناك
ولم تبح للريح عن مطر وما أمطر
وامشي تحت ليل الجرح
سقفي ناقتي ويداي أنحائي
ووجهي نهرُ قافيتي وذكراي
التي أجترْ
بلادي آخر الكلمات.. باء بداية الدنيا
مصابيح الخلود..
شقائق الأبدية السمرا
وغصن الذرْ...
..
بلادي آخر الكلمات لو قتلوا نبيا
في أزقتها
لعانقها نبيٌ
آخرٌ أسمر..
وأمشي خلف هذا النهر
أي منابع الدنيا كهذا النهر
وأيّة طينة سكرت من الأوجاع
مثلي
تمتمت كهوى الحواريين للمنفي
وخلف السور
وأكتب في فضا الأسماء كم لوّحتَ
للشعراء والغاوين خلف السور
صديقي في منافي موته يهذي
يظللني بغيمة ضلعه المكسور
وانحتُ خلف موتك جبة الأعراس
ارقص حافيا مثل ابتسامك.أيهذا النور.
ألا
أدعوك
باسم الأغنيات الخائفة
أنا والذاهبون بلا ظلالٍ يافتى والبان
وبي عطش الغريب إلى منابع موتك
العاري ونجم لم ينم ابدا
وجرحٍ واقف للآن
أصيخ إلى بقايا الحزن في شفتيّك..
وقلبي من حديثك
يافتي قلبان
وأمشي خلف هذا النهر
يلسعني حديثك تارةً
وتورّمُ الشطئان
توابيتي وصايا الأرض ياوطن الضحايا السمر
والشعراء
وأكبادِ الذين مشوا بسدرة منتهي الاسماء للأسماء
مضوا وتعلقوا في الأفق يجترحون
للسارين حزن التمر والأضواء
وكنت أنا غريبا مثل حلمك
كم سكرت من الكلام المرّ
ثمّ مشيت فيك علي اللظى والماء
هنالك في طريق الجمر لا أعبأ
وبي صمت من الياقوت يشعل لي
بقايا الدرب يمسح دمعتي فانوسي المطفأ
وأقرأ في حوائط كوننا الغافي
عن الفارين من قهر المجاز هنا
ومن قرأوا خيوط الرمل وهي تشير
من وجع أيا مجذوب لا تقرأ
رأيت بنصف حبر كم سكرنا يابلاد
من البلى وتوزعتنا الأرض منذورين
للدنيا.. قرابينا لهذا القحط..
هُزمنا من مراوغة الخيال ومن فتور الماء
من دوامة المرفأ..
صدئنا يا قري تكتوك
نحلب خلّب الأوقات
نسهر في خوابي الصخر نعرى
ننتمي للعشب والصحراء
والجرح الذي في جوفنا ينكأ
برارينا برارينا وماوانا سهوب الشرق
ننظرُ أو نحسّ لها
من الماضي البعيد تعانقَ الأرماح
ونكتبُ ماتناثر من مرايا شيخنا
من همسه قرب القبابِ
ومن صدى ناموسه المحفور في الألواح
تسامينا كوقْع خطاه في درج اللغاتِ
ومن خفايا ليله المنقوع بالصلواتِ
من نار له تنداحُ إذ ينداح
أيا وطنا يعبئ متنه بالآل
ضاع الدرب وازدحمت قصائدُنا
بملح الحزن والأتراح
يتامى عشبك الموزون
سرِّ الأرض
موسيقى عروقِ الطين
جَرْسِ مسائها في مسمع الأرواحْ
تعلمناك تحت سنابل القمح
وألفيناك في جوع الطريق الزاد
وجربنا خيولَك في عرى البأساء
ترسم دربها بالعز وهي تقودُ لاتنقادْ
ضربنا عرض هذا البحر باسمك
وانكسرنا مثل موج البحر لاسمك
وانطفأنا في سنابلنا علي اسمك
وانسحبنا ثمّ فيك إلى ذرى الآمادْ.




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.