إلى خوليا دي بورغوس - خوليا دي بورغوس | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

تحتل الشاعرة خوليا دي بورغوس مكانة أديبة بارزة في بورتوريكو، فهي الأعظم شهرةً بين شاعرات بلادها، كما تعتبر من أهم شاعرات أمريكا اللاتينية (1914-1953)


1245 | 0 |




ها هم الناس يتهامسون أنني خصمكِ
لأنني في الشعر كما يقولون
أقدّم للدنيا ذاتي التابعة لكِ.

يكذبون، خوليا دي بورغوس.
يكذبون، خوليا دي بورغوس.
فالذي يعلو في أشعاري ليس صوتك بل صوتي
لأنكِ أنتِ الثوب بينما الجوهر هو أنا؛ وما بين
الاثنيْن تمتد الهاوية الأعظم عمقاً.

أنتِ الدمية الباردة من الأكاذيب الاجتماعية،
وأنا ومض الحقيقة الإنسانية النابض بالفحولة.

أنتِ، عسلُ نفاقِ مَحظيّة؛ ولستُ كذلك؛
في جميع قصائدي أخلع الملابس عن قلبي.

أنتِ مثل عالمكِ، أنانية؛ ولستُ كذلك
أنا التي أقامر بكل شيء رهاناً على ما أنا عليه.

أنتِ لستِ سوى سيدةٍ ثقيلة؛
ولستُ كذلك؛ أنا حياةٌ، قوّة، امرأة.

أنتِ تنتمين إلى زوجكِ،
سيدكِ؛ ولستُ كذلك؛
أنا لا أنتمي إلى أحد،
بل إلى الجميع، لأنني للجميع
أمنح نفسي بمشاعري وأفكاري النقية.

أنتِ تُجعّدين شعركِ وتتبرّجين؛ ولستُ كذلك؛
الرياح تُجعّد شعري، الشمس تُبرّجني.

أنتِ ربةُ منزل، مذعِنةٌ، منقادة،
مرتبطة بأهواء الرجال؛ ولستُ كذلك؛
أنا جامحة، أنا روسينانتي هاربٌ
يطلق شخيراً في آفاق العدل الإهي.

أنت في ذاتكِ لا رأي لك، الجميع يحكمونك،
زوجُك، والداك، عائلتُك، الكاهنُ،
الخيّاطةُ، المسرحُ، قاعةُ الرقص،
السيارةُ، المفروشاتُ الفاخرة،
الاحتفال، الشمبانيا،
الجنةُ والجحيمُ، والجانب الاجتماعي –
ما سيقوله الناس

ليس ذلك حالي، قلبي وحده يحكمني،
أفكاري وحدها؛ من يحكمني هو أنا.

أنتِ، زهرة الأرستقراطية؛ وأنا، زهرة الشعب.
لديك في ذاتك كل شيء وأنت مدينةٌ به للجميع،
أما أنا، فلا شيء لديّ أدين به لأحد.
أنت مُقيّدة بالمقسوم الساكن الموروث،
وأنا رقمٌ واحد من القاسم الاجتماعي،
نحن المبارزة حتى الموت الذي يقترب ولا مفرّ منه.

عندما تنطلق الجموع الهائجة
تاركةً وراءَها رماد المظالم المحترقة
وبِشعلةِ الفضائل السبع
تهرع الجموع وراء الكبائر السبع
ضدَّكِ وضدَّ كلِّ ما هو ظالم ولاإنساني،
سوف أكون في وسطها أحمل الشعلةَ في يدي.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نزار سرطاوي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.