يقول الصبيُّ:
أنا الحلم
الذي أراد أن ينام
فوق رعشة الطين
ساعة الخلق
أشتهي أن أعشق النور والظلام
أنا خفقةٌ
ورعشة محلقةٌ
وحصاة ترد
الحياة
إلى سرها

يقول:
كنت في "عمّان"
صغيرًا؛
ذاكرتي بينها وبين صوت أبي
بابان للظلام والنور
كنت أحمل الحجارة والرمل
في "أذرح"
رأيت جبل أبي موسى الأشعري
أشتهي أن أكتب
قدرًا في قدري
أن أرى سيدة تجيءُ لي
من عرائس الأصيل
وانا أكلم الحشائش
والهواء
أبصرت نفسي
واقفا على حافة
والقرود تشد ياقاتها،
في ذات ليلة
وكان صديقي (عمرو الشراري)
يحب أن يصحبني لجبال "معان"
يأخذني لبيته الشاهق
الذي يطول السحاب
ثم يطعمني
كنت أسوي له الحديقة
وذاكرتي تعبر البحر
وكنت أحب فتاة
وجهها كان يطرحني
في السماء
كبيت قديم
كنت أحلم
كيف ابتدأ الله
خلق عيني
ويديّ
وقلبي
وكيف يتركني
في فلاة البلاد
وحيدًا




من ديوان "شماتة الكائنات"