لا اللوم يُجدي لا.. ولا نوّاسُ
فالقلبُ قلبُك لو تحاكى الناسُ

والظلُّ كالمرآة يدرك نقصَه
دون النوايا يُستَرُ الوسواسُ

ياما رَسمْتَ ملامحاً مشوّهةً
ليقومَ خلفك وحشُكَ الحسّاسُ

ياما دخلتَ الليلَ تحملُ عريَهُ
عبئاً عليكَ فليس ثمَّ لباسُ..

ياما فُطِرْتَ على نزيفٍ ساخنٍ
كالشعر تجرحُه يدٌ أو راسُ

هذا الزمانُ الوغد سوقُ دناءةٍ
يبتاعُ فيها سرَّكَ النخّاسُ

خفِّفْ مزاياكَ التي تُعطي الورى..
فالناسُ أنجاسٌ.. وهم أجناسُ

والعَبْ بدنياك التي تمضي سُدىً
ولتنتشرْ.. إنّ الردى كنّاسُ

لا ترمِ معدنَكَ الأصيلَ فدونه -وا حسرتي-
ما دقّتِ الأجراسُ

جرّبْ تأمُّلَ روحِك العذراء كي
تصغي إلى ما قالتِ الأنفاسُ

واسقطْ قليلاً كالخريف محتّماً
لا بأس يوماً يسقطَ الحرّاسُ..

هو أنتَ من مَلَأَ الكؤوسَ ليسْكَروا
وشهقْتَ ما زفَرَتْ بهِ الأعراسُ..

هو أنتَ مَنْ بيتُ الأماني عافَه
وقْتَ الأسى كي يَكْثُرَ الجلّاسُ

أبكي عليكَ كما بكى عند المنازل
حين شطّتْ شاعرٌ فرّاسُ

وأقولُ عنْكَ كلامَكَ الشبحيَّ يا
كلّ الذين بهم يُشمُّ الآسُ

أعطيْتَ قلبَكَ للمدى..
يا ويله القلب الذي تؤوِّلُه الأقواسُ

ونزلْتَ للذنبِ/الحنين تجسُّه
لمّا توقّفَ نبضُه/المقياسُ

وأبحْتَ للطفلِ المقيم بداخلي
أن لم يلمّعْ شمسَه النحّاسُ

لم تتركِ الأسطورةَ الشهباء
تختارُ الخيال ال-ملؤه أقداسُ

فعلامَ تكتبُ ما تشاءُ بخاطري؟
وتظنُّ أنّ عواطفي كرّاسُ

وعلامَ تحذفُ في المراءِ خسوفَها؟
وتخافُ أنّي بدرُكُ النبراسُ

يا طلقةَ الموت الرحيم تمرّدي
إنّ الخلاص يخونُه المتراسُ

يا شيخَ كلِّ التائهين بروحهم
هذا العراءُ ثراؤه الإفلاسُ

لا تقتنصْ إلاّ الرحيلَ إلى دمي
فهناك وردٌ لم يطأْهُ يباسُ

واهدمْ على مهَلٍ..
على مهَلٍ..
عُجالتَكَ التي تمثالُها الإحساسُ

ولئن علوْتَ إلى أناكَ مُهدَّماً
فلأنّ ذاتَكَ كومةٌ/أكداسُ

ولئن نزلْتَ إلى أنايَ مُعزَّزاً
فلأنَّ ذاتيَ جوهرٌ/ألماسُ

فاتبعْ زُهيرَكَ بنْ نُمَيرٍ إنّه
لابن الشهيدِ الفخرُ والإيناسُ