لوحة على جدار الأماني - محمد عرب صالح | القصيدة.كوم

شاعر مصري حاصل على العديد من الجوائز العربية (1990-)


441 | 0 | 0 | 0




"كثيرًا ما أَظنُّ..
أنَّ الليلَ أَكثرُ حياةً وذخرًا بالألوانِ مِن النَّهار."
ڤينسنت ڤان جوخ


مِثْلِي..
وقَدْ تَأْكُلُ الأشْواقُ صاحِبَها..
كَمَا تُذيبُ كُؤوسُ السُّهْد شَارِبَها

كَمَا عَلَى الحائِطِ
الدِّرْعُ التي صَدِئتْ
تَنْدَى إذا ذَكَرَتْ يَوْمًا مُحارِبَها

لا يَعْدمُ الليلُ أشْجانًا زَبانِيَةً
مادُمْتَ تَطْلُبُ فِي الْأطْلالِ كاعِبَها

كَأَنَّ رُوحَكَ أَحلامٌ مُسافِرَةٌ..
وأيْنَما غادَرَتْ تَنْسَى حَقائِبَها

عَنِ الأغاني..
وقَدْ سَالَتْ عَلَى مَهَلٍ
سُلافَةً تَجْهَلُ الآذانُ ساكِبَها


عَن الليالي..
وما أَدْرَى النِّيامَ بِها
مَوانِئٌ أَحْرَقَتْ سَهْوًا مَراكِبَها

صَبِيَّةٌ عَشِقَتْ..
مِنْ فَرْطِ ما جُرِحَتْ
تَخْتَارُ مِنْ باقَةِ الأَحْلامِ شاحِبَها

أَوْصَتْ بِمِعْطَفِها البَرْدانِ نافَذِةً..
لا يَأْمَنُ العابِرُ اللَّيليُّ جانِبَها

وتُوْقِظُ الوَرْدَةَ الحَمْراءَ كُلَّ مَسَا
مِنَ الْكِتابِ المُسَجَّى كَيْ تُعاقِبَها

فكَانَ أَوْجَعُ ما في الحُبِ أَصْدقَهُ..
وصارَ أصْدَقُ ماءِ العَيْنِ كاذِبَها

لفِكرةٍ لمْ تَجِدْ في رَحْلِها قَلَمًا
ولمْ تُراوِدْ عَنِ الإفْصاحِ كاتِبَها

إلى أَنِ اتَّشَحَتْ بالضوءِ ذاتَ هَوًى
فَنازَعَتْها عُيونُ الليلِ حاجِبَها

أهَكَذا للسَّماءِ اليَومَ مَوْعِدةٌ
بِأَنْ تُرِيقَ على الصَّحْرَا كَواكِبَها

أَنْ يُطْبِقَ البَحرُ جَفْنَيْهِ على سُفُنٍ
مِسْكِينَةٍ تَتَّقِي بِالْخَرْقِ غاصِبَها

حَتَّى يَرَى مقْعَدٌ خَالٍ صَدِيقَتَهُ..
قَدْ وَدَّعَتْ قَبْلَ صَيْفٍ
كَيْ يُعاتِبَها

حتَّى نَرى الحَقلَ لا تَبكِي سنابلُهُ
وقد رَأتْ في يَدِ الراعِي زَكائبَها

"كَنِيسَةً.."
عانَقَتْ بِالْأمْسِ مِئْذَنَةً
وأَرْسَلَتْ صُحْبَةَ الإكْلِيلِ راهِبَها

مَدِينَةً..
لا تَرَى فِي "اللهِ" مَحْضَ دَمٍ
وعَمَّدَتْ بالرُّؤى الخَضْرا مَذاهِبَها

"ولَوْحَةً"..
غازَلَتْ رَسَّامَها وبَدَتْ
عُرْيانَةَ اللوْنِ شَوْقًا أَنْ يُداعِبَها

وشاعِرًا..
تَحْفَظُ الأشْجارُ طَلعَتَهُ
حَتَّى إذا غابَتِ اسْتَبْقَتْهُ نائبَها

قَدْ جَاذَبَتْهُ دُروبُ الحُزنِ خطوَتَهُ
فاختارَ دَربَ الأَغانِي كَي يُجاذِبَها



***





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.