شاعرٌ بوركينابي (1981-) يحمل الدكتوراه في الأدب العربي والنقد. سرديّةُ قصيدتُه ممتعة، وصوته خاصٌّ في قصيدة التفعيلة
309 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "رحلةٌ إلى أقصى البدايات في الذاكرة" لـ "عبدالله بيلا"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "رحلةٌ إلى أقصى البدايات في الذاكرة" لـ "عبدالله بيلا"
رحلةٌ إلى أقصى البدايات في الذاكرة 0
مشاركة القصيدة
( حديثُ نفسٍ .. لمُعتقلٍ ما في طريقه إلى ساحة الإعدام ..)
.
.
الدخانُ الذي كان يُنفَثُ حوليْ
يغوصُ هنا
يتصاعدُ في رئتي المُتعَبةْ
لستُ أعلمُ من أيِّ مدخنةٍ من جحيمِ الفؤادِ تصاعدَ
حتَى توغَّل في ذكرياتي القديمةِ
أشعلَ آخرَ شمعاتِ روحيْ التي آذَنتْ بالسفرْ
.
.
الطريقُ التي سوف نسلكُ أعرفها جيداً
كم نسيتُ هناك دموعيْ
وحزنيْ
وما قد تناسلَ من ذكرياتي وشوقي
وبعضَ الوصايا الكثيرةِ
(لا تلتفت للوراءِ كثيراً)
( تمهّل وحاذِرْ جنونَ الإطاراتِ )
( كن ولداً طيباً )
( ولا تأمنِ الغرباءَ الودودينَ ) ....
.
.
ماذا إذاً ..
يتُها الذكرياتُ التي تتقافز
في ظُلمةِ الوقتِ
واحدةً
واحدةْ.
.
.
الطريقُ التي سوف تسلكني الآنَ
سهمٌ يغورُ بعيداً
لأقصى البدايات في الذاكرةْ
أعرفُ الآنَ أنَّ الطريقَ كما هي مُذ بصمتْ قدمايَ عليها
وأنَّ الطريقَ ستعرفني إنْ جهِلتُ معالمها
فهي أذكى
وليست لتشكوَ مثليَ
من قلقِ الذاكرةْ.
.
.
قهقهاتُ الجنودِ
تذكِّرني بالليالي الأنيقةِ والصخبِ العائليْ..!
منذُ كم؟
هل ستذكرُ؟
قد أمعنَ الوقتُ يمتدُّ بينكما
أين خبّأتَ آخرَ قهقهةٍ في شُجونكَ؟
أذكرُ أني نسيتُ
وأخشى التذكّرَ..
أخشى الألمْ.
.
.
في الطريقِ تحسّستُ هذا الظلامَ بعينيَّ
ماذا ترى؟
عدماً يتناسلُ من كوةٍ في العدمْ
ويداي إلى الخلفِ تعتنقانِ..
يدايَ اللتانِ تحُلاَّنِ من فضةِ الليلِ كلَّ غدائرها
ترسمانِ لوجهِ الصباحِ الجديدِ مسارَ الأملْ.
.
.
مُوثَقاً كالفريسةِ.. كنتُ
وأعلمُ أنَّ المسافةَ بيني وبين الحقيقةِ
أقربُ من حُسنِ ظنّي
وأنّي تلاشيتُ أكثر مما تخيّلتُ
أنّي سأفتحُ عينيَّ بعد قليلٍ
على ظُلمةِ الأبدِ الخالدةْ.
.
.
الطريقُ الأخيرةُ تلهثُ
تُسرعُ أكثرَ .. أكثرَ
حتى تطيشَ حمائمُ ذاكرتي لبعيدٍ
وأعثرَ حين أحاولُها بِفخاخِ الصدى.
كنتُ أسألُ نفسيَ
كيف يفكّر فيَّ الجنودُ؟
وماذا يقولون عنّي؟
يُشيرونَ نحوي وهم ينفثونَ سجائرهم في بقيّةِ جسمٍ
خيالٍ
يحاولُ موتاً أخيراً .. مُثيراً
نعمْ..
ولتكنْ ميتةً واحدةْ.
ما يقولُ النعاةُ غداً؟
ما يقولُ النَدامى؟
زوجتي ؟
ولدايَ؟
وجيرانُنا الطيبونَ؟
عِداتي الجميلونَ؟
والسادةُ الدائنونَ ؟
صِحابِي بزنزانتي المُقفرةْ؟!
ربّما
طيباً قلبُه كانَ.. قالوا
فقيراً يوزِّعُ في الحيِّ أحزانَه
خشِناً في الطِباعِ
غريباً كزوجتهِ
قلِقاً في الغلَسْ
كعيونِ العسسْ.
.
.
في الطريق التي سوف تسلكني
لا أفكر فيما سيحدثُ بعدُ
فقط ..
سأفكر فيما حدثْ
هل تخافُ الحقيقةَ
- أخشى السبيلَ إليها.
أيؤلمكَ الموتُ؟
- يؤلمني أن أفكّر كيف يكونُ الألمْ.
لماذا فعَلتَ...؟
- وماذا سيجدي الملامُ لمن فقد الذاكرة؟
أنت تهذي ؟
- نعم.. هذيانٌ حياتيْ/حياتُكَ
هل سوف تنجو؟
- أموتُ لأنجوَ منّي.
تحبُّ؟
- نعم..
خطئي والعدمْ.
.
.
دقّت الساعةُ الآن في القاطرةْ
وأشارتْ صباحاً إلى العاشرةْ
الجنودُ الذين أفكّرُ فيهم كثيراً
يُعدّون في ساحةِ الموتِ مشنقةً
ستليق بموتٍ أنيقٍ
وها أنذا أتأرجح
بين سماءٍ نأت وتسامت بعيداً
وأرضٍ نفتْ جسداً مُقحَماً في الخطيئةِ
واحتملَت روحَه نجمةٌ عابرةْ.
الآراء (0)
الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.