خَيْلانُ - طارق صقر | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1999-)


410 | 0 | 0 | 0



"خَيلانُ"

صيَّادُ حظٍ شافَ رؤيتَهُ
مشى متراقصا
كنبيذِ كاسٍ مُترَعِ

تسبيحيَ المهمورُ
من أدنى فمي تعويذةٌ
أطلقتُها من أضلعي

حتى تسربلتِ السما ماءَ الصدى
وتفتّقَ الأفقُ الرؤى بتضرُّعي

خَيلانُ...يا خيلانُ:
أنتِ تشردي بين الغمامِ وزُرْقةٍ
فتضوَّعي!!

فتجلَّت العينانِ مِن حورِيَّةٍ
تَخْتال
ترقصُ في الفنارِ الألمعِ

وفنارُها العالي فضولُ سفينةٍ
إذ أُنهِكَتْ
من بعد طولِ تسكُّعِ

أهفو إلى شفقِ الهوى
في وردةٍ مكنونة
بسراجِكِ المُتشعشِعِ

قلبي يكابدُ صرخةً مكتومةً
بحريَّةَ الأنَّاتِ.. سَكْرى المنبعِ

وجعلتُ طيفَكِ في جفوني صورةً
فإذا رمشتُ
اشتقتُ ضمّةَ مضجعي!!

وتجرّدتْ روحي
-عفاريتًا على جفنيكِ-
قد رقصتْ لكي لا تهجعي

فكأنها صدَفيَّةٌ
ضوئيَّةّ
يوديَّةُ الذِّكرى بصوتٍ مُرجَعِ

زَرَعتْ بأُذْني سِحرها إذْ حدَّثتْ
فكأنَّ كلَّ لسانِ غيرٍ.. مُدَّعِ

ولسانُها المبتلُّ بالنتراتِ
من مِلحِ الغوايةِ
قبلةٌ في مخدعِي

ويداعبُ البازلتَ تحتي نهدُها
فأقولُ:
يا ابنةَ صورتي لا تنزعي

إنّي أموتُ غريقَ دمعي
-هادئًا-
لو كانَ يُغري فيَّ فرْطُ توجُّعي

حتى إذا وصلَتْ هوايَ
من الجَوَى
صارتْ كموجٍ في السماءِ مُشيَّعِ

وإذا تبدَّتْ للغيابِ وغرَّبتْ
وعرفتُني..
من وصْلِها لم أشبعِ

فكأنَّها
موجٌ تحدَّرَ
واستوى عند الرحيلِ
كأنَّهُ لم يُرفَعِ

مزَّقتُ من جِلدي المُقطَّعِ ثوبَها
فتغلغلتْ بدمي وصارتْ أجمعي

وتسَكَّنتْ في داخلي
من حينها..
وتدورُ نفسي
حَوْلَ نفسي
أو معي!



خيلان كائن أسطوري (عروسة البحر)


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.