على شفا جُرُف - محمد يحيى ولد الحسن

على شفا جُرُف - محمد يحيى ولد الحسن | القصيدة.كوم

محمد يحيى ولد الحسن

شاعر موريتاني (1994-)

| | |

0 تقييم

على شفا جُرُف
0

(في تشييع "أم المؤمنين منت عدود" رحمها الله)

ها قد مضى آخِر العنقودِ، وا أسفا
جُرحٌ بخاصِرَةِ الأيامِ قد نَزفا

ماذا أُعَزّي؟ شُعوباً لا رحيمَ بها؟
أم عالَماً قد تهاوى خلفها كِسَفا؟

ماذا أقول ولا حرفٌ يُطاوِعني؟
إذ أنَّ نبع الكلامِ الآن قد نشِفا

وهل أُعزّي مُصلّاها ومسِجِدَها؟
ماذا سأُخبِر مِحراباً ومُعتَكَفا؟

في ذمّةِ الله أُمُّ المؤمنين إلى
أن نلتقيها، ووعد الله قد أزِفا

فإنها خيرُ مَن في الترب قد وطئت
وخيرُ مَن قد علا جُثمانُها كتِفا

بِنتٌ وأختٌ وأمٌ، لا نظير لها
وليسَ تحتاجُ لا لاماً ولا ألِفا

ولمْ تمتْ إنّما غابت ملامِحها
وسوفَ نُبصِرها لو حُجبُها انكشفا

خلاصة الصالحين الفائقين هُدىً،
قد أنجبتكَ وهذا حسبُها شرَفا

فأنتَ إحدى ثلاثٍ سوف تتبعها
وأنتَ أنتَ وفيكَ اثنانِ ما اختَلَفا

على سنامِ المَعالي بين صفوتِها
وقفتَ يا سَيِّدي، أكرِمْ بمن وقَفا

هذا زَمانُكَ والتاريخُ مُعترِفٌ
وليس يُنكَرُ -قطعاً- ما بِهِ اعترَفا

هذا زَمانُكَ يا خيرَ الرجالِ، فعِشْ..
عِشْهُ مُعافاً فلا عِيّاً ولا تَلَفا

فالشيخُ "عَدّود" قُطبُ الدَّهرِ والِدُكُمْ
والشَّيخُ "عدّود" إنْ يُذكَرْ يُقالُ: كفى

كأنَّهُ هُوَ، مِن خلفِ الحِجابِ بدا
لي ظِلُّهُ، للِحافِ المَجْدِ مُلتحِفا

حياتَهُ لِقِراعِ الجَهل كرَّسَها
رغم المُعاناةِ لم يَيأسْ وما ضَعُفا

كرامَةُ النّاسِ كانت قبلَ مولِدِهِ
على شَفا جُرُفٍ، أعظمْ بهِ جُرُفا

فكم ترامى على أعتابهِ ظَمِئاً
فتىً، فأنهَلَ مِن معناهُ واغتَرفا

وكم مَدينٍ قضى عنهُ مغارمَهُ
وكم عليلٍ -بفضلِ الله- كان شَفا

وكمْ طريدٍ مَهينٍ يائِسٍ بَئِسٍ
أكدى على بابِهِ تَعبانَ مُرتجِفا

فصار أُمّاً لهُ -مِن فَورِهِ- وأباً،
فهو الحليف لمن ما عندهُ حُلَفا

وأنتُمُ كنتُمُ خيرَ البنينَ فلا
كِبْراً ولا خَوَلاً كلّا ولا صَلَفا

قد كان بحراً غزيراً لا انتهاء لَهُ
وكُنتُمُ في مَداهُ الدُّرَّ والصَّدَفا

جُذوركمْ من أقاصي المكرماتِ نمَتْ
أغصانُها تُثمِرُ المعروف للضُّعفا

ومَن يُحاوِلُ أن يُحصي شمائلَكمْ
غِرٌّ، فأسماؤكمْ قد تملأُ الصُّحُفا

عِشتُمْ على الأرضِ -هذي الأرضِ- سادَتَها
وغيرُكُمْ عاشَ في أرجائها وُصَفا

صلّى الإلهُ على من قال كِلْمَتَهُ:
(خيارُكُمْ..)، وعلى أهليهِ والخُلَفا.

الآراء (0)

الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.

قصائد أخرى للشاعر

تمت العملية بنجاح، سنقوم بالمراجعة والإضافة.

هل أنت متأكد أنك تريد حذف هذه القصيدة؟ بحالة حذفها فإنك ستخسر جميع الإحصائيات المتعلقة بها.

هل أنت متأكد أنك تريد حذف هذه القصيدة؟
بحالة حذفها فإنك ستخسر جميع الإحصائيات المتعلقة بها.