أخيرًا تصمت الزرقاء - سيد عبد الرازق | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ. يحكي عن نفسه: لمْ أكُنْ أبدًا نبيًّا لمْ يكُنْ ما جاءنِي وحيُ السماءِ ولم تكن تسرِي بجسمِي رعشةٌ قدسِيَّةٌ.


2232 | 0 | 0 | 0



وحيدٌ
ليس يُرهقُنِي
رحيلي عنْ قلوبِ النَّاسِ في أوقاتيَ الصعبةْ

أقلِّبُ هاتفِي المَحْمُولَ
ألوانٌ من الأسماءِ
لكنْ لا حياةَ لهَا
رفيقةُ دربيَ الغُربَةْ

وليس يضيرُنِي أنِّي على بُعدٍ مِنَ الدنيَا
معي كاسِي ودُخَّانِي
فنعم الأهلُ والصُّحْبَةْ


قديمًا
كان ذاكَ الغِرُّ يعشقُ شهوةَ الأضواءِ
فيها يلتقِي عينيكِ حين تقودُهُ الرَّغبَةْ

وكان هناك مُغْترِبًا
حُسَيْنِيَ الهوى
ظمآنَ
سال بخَدِّهِ نَهْرٌ
وماتَ
ولا يزال القلبُ في شغفٍ إلىْ شَرْبَةْ

وكنتِ على خليجِ الرُّوحِ تقتاتِينَ بَسْمَتَهُ
وترتشفينَ دَمْعَتَهُ
ليقضيَ – في الهوى- نحبَهْ


وكنتِ قريبةً جدًا
وترتقبينَ نزْعَ الرُّوحِ عن أحلامِهِ النَّشْوَى
وترتجفينَ ضاحكةً إذا اسْتَلَّ البُكَا قَلْبَهْ

وكنتِ الحَاكِمَ الشَّرْعِيَّ
مجلِسَ عشْقِهِ الأعلَى
وشَعْبَ الحُبِّ والنُّخْبَةْ

وكنتِ تميمةً للحَظِّ
حين تخونُهُ الأيَّامُ تُطلِقُ سَهْمَهَا صَوْبَهْ

وكان إذا طَوَاهُ الذَّنْبُ سيّر نحْوَكِ الرُّكْبَانَ
طافَ بسَاحِكِ الأسْمَى
طوافَ التائبِ الأوَّاهِ حين يَحلُّ بالكَعْبَةْ


وكنتِ خِزانةً للبوحِ
زرقاءَ الغدِ المجهولِ
صورةَ ما يرى الفنجانُ
إن مدَّ الهوى حُجُبَهْ

وكنتِ فضاءَهُ الكونيَّ
عامِلَ جذبِهِ للأرضِ
مرتعَ شمسِهِ الخِصْبَةْ

وكنتِ وكنتِ
حتى تنضبَ الأوراقُ
حتي يصبحَ التاريخُ كهلًا عاجزًا سَمِجًا
ليُبلِيَ في الثرى ثوْبَهْ

وكنتُ أنا
أنا اللاشيء
لستُ سوى مغامرةٍ
وسهمٍ مفردٍ باسْمِي
يضافُ إليك في الجَعْبَةْ





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




قربان حلم لا يكون
( 2.6k | 0 | 0 )
حين تغيب الشمس
( 2.5k | 5 | 1 )
في شهوة التيه
( 2.2k | 0 | 0 )
قراءة في سفر الانحناء
( 2.2k | 0 | 0 )
خريف الوردة الحمراء
( 2.2k | 0 | 0 )
فرعون..وأورادُ الطوفان
( 2.2k | 0 | 0 )
عشرون منفى
( 2.2k | 0 | 0 )
مسافر بين قضبان المدينة
( 2.2k | 0 | 0 )
فليرمِها بحَجَر
( 2.2k | 0 | 0 )
للجنوبية في مملكة الشمال
( 1.3k | 5 | 1 )
ملحٌ.. وماء
( 1.2k | 0 | 1 )
لسمائه الأخرى يعود
( 1.2k | 0 | 0 )
يخون يقينَه
( 1.1k | 0 | 0 )
حين ينكسر الظل
( 806 | 0 | 0 )
التفات
( 735 | 4 | 1 )
لحنٌ مُختَلَس
( 700 | 0 | 0 )
وحدها فـي الغرفة
( 665 | 0 | 0 )
بلاك جاك
( 664 | 0 | 0 )
عطر تسلَّل للفراش
( 648 | 0 | 0 )
آخر ارتعاشات الليل
( 626 | 0 | 0 )
للسماء رأي آخر
( 515 | 0 | 0 )
الورقة الأخيرة
( 506 | 0 | 0 )
الطين السماوي أنبل
( 492 | 0 | 0 )
إهداء
( 473 | 0 | 0 )
الرهان الثاني: المرأة
( 470 | 0 | 0 )
أطفال الشمس .. ذاكرة الضوء
( 469 | 0 | 0 )
دعوة للتجلِّي
( 459 | 0 | 0 )
مخطوطة
( 455 | 0 | 0 )
الرهان الثالث : القصيدة
( 451 | 0 | 0 )
الشعراء
( 431 | 0 | 0 )
يقين تأخر بعض الشيء
( 428 | 0 | 0 )
كَندَاكَة
( 426 | 0 | 0 )
سراج الزيتون
( 413 | 0 | 0 )
أخذوا نصف العالم
( 406 | 0 | 0 )
الرهان الرابع: الحرب
( 399 | 0 | 0 )
الرِّهانُ الأول: السماء
( 389 | 0 | 0 )
حبر سريّ
( 388 | 0 | 0 )
الخوذة الناعمة
( 380 | 0 | 0 )