على النَّهر - المتوكل طه | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني حاصل على الدكتوراة في الأدب أصدر أكثر من 50 كتاباً أدبياً (1958-)


574 | 0 | 0 | 0



يأتيكَ البسطاميُّ على النّهرِ،
يُحَدِّثُ قلبَكَ، ويجيبُ بأسئلةٍ حارقةٍ؛
مَنْ أنتَ لتسألَ؟
هل تعرفُ نفْسَكَ؟
لن تطهوَ حتى تُطْهى.
كُنْ لا شئَ لتصبحَ شيئاً،
مثل السنبلةِ، ستُعطي ما فيها
وتغيبُ مع النارِ غباراً أبيضَ..
أنتَ العائقُ في دربِ السِرِّ.
اهزِمْ ذاتَكَ كي تنتصرَ على النَّفْسِ الأمّارةِ
بالعشقْ..
والعشقُ الهَمُّ .. دواءٌ للهَمّْ،
كُنْ مثلَ القمحِ،
لقد وصلَ إلى سرِّ النار.. وما زِلتَ هنا..
قلتَ: كبرنا مع رائحةِ الخبزِ وصوتِ النار؟
فأين الحزنُ لنبلغَ مَنْ نهوى؟
مَنْ بحثوا وجدوا.. واصبرْ
فالصبرُ رغيفُ الدرويشِ..
اجعلْ نارَ الموقدِ في قلبك تتطايرُ
كي لا يقتلكَ الثلجُ.
-اللّهبُ صديقُ العاشقِ-
مَنْ يعترِضُ فلا موقدَ في كفّيه..
ووَخْزُ الأشواكِ هو الرائحةُ الورديَّةُ ..
شئٌ ينبضُ خلفَ الصمتِ؛ كلامٌ
ريحٌ، نَشْرٌ، عَبَقٌ ، أرَجٌ ..
وانظُرْ في كلِّ الأشياءِ، ولكن
سترى بالقلب لتعرفَ مَنْ أنتَ .. وتعْرفني..
صوتُكَ نَفَسي، ووجودُكَ فَرحي،
أنتَ السِّرُ المفضوحُ بصدري.
هل تعرفُ نفسَكَ حتى تسألَ غَيركَ؛ مَنْ أنت؟
مَنْ يعرفُ لا يتكلَّمُ،
مَنْ أيقظَهُ السِرُّ.. سيعرفُ.
وأنا يحرقُني السِّرُّ، فكيف سأعرفُ؟
إنَّ سؤالَ العارفِ نقصٌ،
وأنا أكتملُ بِهِ ..
قال: اذهَبْ مثلَ الماءِ،
تدفَّقْ من نبضٍ لفؤادٍ،
وانْقُش نبعَكَ..
فالخِرْقَةُ تتجمَّلُ بالنَّقْشِ..
وليس لغزلانِ التفاحِ مرايا للحُسْنِ،
لكي تتباهى بالسُّكَّرِ!
وأنا الطالبُ عِشْقَ بيوتٍ لا دربَ لها،
وعلى الماءِ لأنْ يجدَ العطشان.
أنتَ -يقولُ الخبّازُ- الكونُ الأصغرُ؛
شَعْرُكَ شجرٌ، عظْمُكَ صخرٌ، لحمُكَ هذا الطينُ،
وشريانُك نهرٌ دفّاقٌ، وفؤادُكَ شمسٌ،
وعيونُك تلك الأنجُمُ،
أمّا روحُكَ فهي العَالَمُ ..
ستغيبُ وتُشرِقُ ..
وتغيبُ تماماً
مثل القمحِ،
إذا كان فؤادُكَ صوفيّاً،
فأنا ذو قلبٍ درويشٍ!
وستَكبُرُ للعشقِ،
الوَحْدَةُ ما يمتَحِنُ العشّاقَ،
فكُنْ وَحدَكَ في الخلوَةِ،
أيقِظْ مَنْ جَرَّحَهُ العشقُ، ولا تتوقّفْ ..
سافِرْ في خلوَتِكَ الواسعةِ،
وهل لمسافرِ عشقٍ أن يتوقّف؟
ستقولُ لك العاشقةُ الغائبةُ:
عُدْ مع راحِلَةِ الوَجْدِ،
إن امتلأَتْ هيبتُكَ بأوجاعِ الألمِ .. تعالَ ،
تنفَّسْ فيَّ .. ستلقَى الرّاحةَ فوق سواحلِ مائي،
وإذا جفّ الماءُ فَهَاكَ دموعي ..
وإذا لم تبلغْ ذاكَ الأزرقَ ..
خُذْ أجنِحَتي ..
خُذْها .. وارجِعْ بصديقي وبرائحةِ الثوبِ،
ومَنْ كان له ثوبٌ فلَهُ الجنَّةُ،
لا ثَوبانِ!
وكُن لوناً في الداخلِ والخارجِ،
لا ألوَان!
وكُن طيراً لا تُحرِقُهُ النارُ ولا
يُغْرِقُهُ الماءُ.
وإنْ غابَ الضوءُ كُنِ المصباحَ،
وكُنْ محجوباً ..
وتَجَافَ عن الأصحابِ،
فإنْ قبِلوكَ .. تعَلَّقْ،
أو رفضوكَ .. فليسوا أهلاً للسِرِّ.
تماهَ مع الرَّبِّ عن المربوبِ،
وإنْ فزِعوا لا تفزَعْ!
لا تتحدَّثْ للغابةِ فلِسانُكَ نارٌ،
واضرِم نارَكَ في طينِكَ ..
إنْ زالَ الصدأُ .. يهبُّ عبيرُ النارِ!
وإنْ كنتَ الظِلَّ فسيِّدُكَ الضوء،
والأقمارُ تكونُ بطِسْتِ الماءِ أمامَكَ، بين يديك!
لا تشغلْ قلبَكَ بالعينِ إذا لم تتغَيَّ العَرْشَ..
ولا تكتبْ بالحِبْرِ،
فأقلامُكَ شاهِدُ نفيٍ،
لا تصلحُ للعشقِ،
وليس لها أيُّ خرائطَ في الكون،
واعرِف سِرَّكَ .. تَنْجُ.
لا يصمتُ هذا السِّرُّ؛ أقول .
يا ربَّ الصمتِ -يُناجي- أدعوكَ بلا
شفةٍ ولسانٍ ..
يا صاحبَ كلِّ الطرقاتِ ابعَثْني نحو الأحبابِ،
فماذا يفعلُ مَنْ وَجَدَ العشقَ بهذي الدُّنيا؟
-يُمتَحَنُ العاشقُ بالهجران-
واسمَعْ؛
كلُّ زمانٍ سيُنادي بالسِّرِّ سيعرفُ أين يكون..
فقلتُ: وأين أنا؟
غابَ ..
وما زلتُ على النّهرِ ..
وأسألُ: هل كنتُ أنا أم أنتَ هناكَ على كتفِ الأحلام؟
وجاءَ الهاتِفُ: ماذا اجترحَتْ كفّاكَ وراءَ البابِ
لتأتيَ من ريشٍ وغمامٍ؟!
طافوا -أعني العُشّاقَ- بلادَ العشقِ،
وما زلنا في المنعطفِ الأوّلِ ..
أسمَعُ غمغمَةَ الريحِ: لهذا ولدَتْنَا أُمُّ الأيامِ،
وجاءتْ بكَ روحُ الدّنيا ..
والعاشقُ في القالِ أو الحالِ،
وليس ينامُ،
وما زلتُ هناكَ على النهرِ ..





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




نصوصُ الجَسد - شَهد النّار
( 1.6k | 0 | 5 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 1.3k | 0 | 0 )
من يوسف إلى زُلَيْخة
( 1.3k | 0 | 0 )
هُدهد سليمان
( 996 | 0 | 0 )
حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة )
( 981 | 5 | 3 )
نصوص حنظلة إلى ناجي العلي
( 978 | 0 | 0 )
أرض السماء
( 860 | 0 | 1 )
الفراشةُ الثَّمِلَة (إلى فلورنسا)
( 859 | 0 | 0 )
القدس اسم عاشقة
( 839 | 0 | 0 )
نصوص - عباءة الورد
( 826 | 5 | 1 )
مئة بيت في حُبّ الرسول عليه وعلى آله السلام شُمُوُسُ مُحَمَّدِ
( 818 | 0 | 0 )
نقوش على جدارية إلى محمود درويش
( 802 | 0 | 0 )
عُذْرُ المُشتاقِ
( 801 | 0 | 0 )
أَشْباهي
( 796 | 0 | 0 )
حالاتُ الشَّاعر
( 787 | 0 | 0 )
نصوص إيلياء
( 779 | 0 | 1 )
نصوص بترا
( 742 | 0 | 0 )
أُغنّي
( 732 | 0 | 3 )
نصوص المريد كتاب الجيم
( 710 | 0 | 0 )
الخروج إلى الحمراء
( 702 | 0 | 0 )
مقاطع من قصائد الانتفاضة 1988
( 700 | 0 | 0 )
يا قُدْس
( 693 | 0 | 0 )
وردة السُّور
( 692 | 0 | 0 )
نصوص - كشكول الذهب
( 688 | 0 | 0 )
عبد اللطيف .. بحيفا !
( 683 | 0 | 0 )
سعادة الماء (نصوص المُريد)
( 679 | 0 | 1 )
برق الرّبيع في مولد حضرة سيدي النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم
( 672 | 0 | 0 )
امرأة الياسمين
( 656 | 0 | 0 )
شاعرة على حافّة الانتحار إلى سيلفيا بلاث
( 653 | 0 | 1 )
الإمام إلى جدّي علي بن أبي طالب ، كرَّم اللهُ وجهَه
( 652 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 648 | 0 | 0 )
ليل نهاريّ (نُصوص الباب)
( 639 | 0 | 0 )
تمهّل يا كعب
( 622 | 5 | 0 )
فَعلتَ ما قُلتَ
( 622 | 0 | 0 )
أُمُّ الدّنيا .. لا تنام ! إلى القاهرة
( 621 | 0 | 0 )
حارسُ المقبرة
( 618 | 0 | 0 )
ياسمينة لابن خلدون
( 617 | 0 | 0 )
الأرضُ مِحرابي
( 613 | 0 | 0 )
القدس في قرطبة
( 613 | 0 | 0 )
لكَ لا لغيركَ
( 612 | 0 | 0 )
خطاب الفتى العربي
( 610 | 5 | 1 )
سيّدة الياسمين
( 609 | 0 | 0 )
هي أُمّي
( 602 | 0 | 0 )
رفـح
( 596 | 0 | 1 )
الطلاء
( 588 | 0 | 0 )
كُنّا نلعبُ ..
( 577 | 0 | 0 )
مملكةُ الوسواس
( 575 | 0 | 0 )
المُهاجرُ في وطنه
( 574 | 0 | 0 )
ستخرجُ عمّا قريب..
( 571 | 0 | 0 )
غزّة؛ سؤالٌ وجواب
( 571 | 0 | 1 )
بوذا
( 568 | 0 | 0 )
النائِمَة
( 560 | 0 | 0 )
وجهُ القدس
( 560 | 0 | 0 )
خُذْ مِعطفي
( 557 | 0 | 0 )
هذا أنا
( 557 | 0 | 0 )
شيخ المكان / الحكواتي
( 556 | 0 | 0 )
أحلام ابن النبيّ
( 552 | 0 | 0 )
مِيمُ المُريد (إلى مريد البرغوثي)
( 552 | 5 | 0 )
مصر ؛ أعلى من الكلام
( 551 | 0 | 0 )
الصِّدِّيقة عائشة
( 550 | 0 | 1 )
مصر التي لا تنحني
( 548 | 0 | 0 )
العراق
( 545 | 0 | 1 )
حريّة
( 536 | 0 | 0 )
الكرديّ الأول
( 534 | 0 | 0 )
نادت عليك القدسُ
( 532 | 0 | 0 )
عوج بن عناق أبو العماليق
( 532 | 0 | 0 )
حقيقة
( 532 | 0 | 1 )
عمّي معروف
( 531 | 0 | 0 )
لا ظلَّ للضوء
( 530 | 0 | 0 )
تُقلِقُني النَجمةُ في الأَنحاء
( 529 | 0 | 0 )
الطفلة إلى عهد التميمي
( 526 | 0 | 0 )
الحُسن والحزن
( 523 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 519 | 0 | 0 )
سيّد العائلة
( 518 | 0 | 0 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 517 | 0 | 0 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 514 | 0 | 0 )
يا ربّ
( 507 | 0 | 0 )
النَبيّ
( 506 | 0 | 0 )
يا سِنينُ .. ارْجِعي !
( 503 | 0 | 0 )
مولد العكّوب إلى الشاعرة فدوى طوقان
( 501 | 0 | 0 )
مثل الأشباحِ.. وحيداً
( 500 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 495 | 0 | 0 )
قانا
( 494 | 0 | 0 )
مغناة الديكتاتور
( 492 | 0 | 0 )
أنبياءُ بلادِ الشَّهْد
( 491 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 490 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 489 | 0 | 0 )
غزة الله
( 488 | 0 | 0 )
قاوِمْ
( 482 | 0 | 0 )
الولدُ الصوفيّ .. المصريّ
( 481 | 0 | 0 )
أبي.. يا أبي
( 480 | 0 | 0 )
جَنّة الكائنات
( 479 | 0 | 0 )
لنكسرَ الغول
( 478 | 0 | 0 )
تُقى
( 476 | 0 | 0 )
الموسيقى عاريةٌ ! .. لا أعرِفُها
( 476 | 0 | 0 )
قالوا
( 474 | 0 | 0 )
كيف الخلاص؟
( 471 | 0 | 0 )
مَنْ أنْتَ .. ؟!
( 471 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 460 | 0 | 0 )
خَسْف
( 459 | 0 | 0 )
الدخان
( 458 | 0 | 0 )
كان جِيماً
( 455 | 0 | 0 )
الإمام
( 453 | 0 | 0 )
حَبَّتان على الصدر !
( 453 | 0 | 0 )
صُورة حَمدان
( 451 | 0 | 0 )
الدخان
( 451 | 0 | 0 )
لَوْحَات
( 451 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 450 | 0 | 0 )
رُبّما !
( 447 | 0 | 1 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 437 | 0 | 0 )
يا صاحبَ العِيس (بيان سياسي)
( 429 | 0 | 0 )
إضراب عن الطعام إلى الشهيد رامي الغزاوي
( 427 | 0 | 0 )
تُقى
( 425 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 419 | 0 | 0 )
حوار بسيط قبْلَ الحربِ
( 374 | 0 | 0 )
كيف الخليل؟! اللقاء الأخير مع عز الدين المناصرة
( 348 | 0 | 0 )
طُوبى لَهُ: إلى غريب عسقلاني
( 327 | 0 | 0 )
ليلى قيس
( 322 | 0 | 0 )
الماشطة؛ أُمّ الرّيحان
( 316 | 0 | 0 )
نبوءات العَرّاف بعد الحرب الدائرة
( 302 | 0 | 0 )
عائدون إلى فراديسِ الجنون إلى صديق ..شرقَ النَهر
( 299 | 0 | 0 )
قبْلَ الحربِ بذِكْرَى
( 267 | 0 | 0 )