مقاطع من قصائد الانتفاضة 1988 - المتوكل طه | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني حاصل على الدكتوراة في الأدب أصدر أكثر من 50 كتاباً أدبياً (1958-)


700 | 0 | 0 | 0




1- فضاء الأغنيات

نقولُ: قد بدأ النشيدُ العارِمُ الهَدّار
وابتدأتْ حكاياتُ الصِّغار
تصاعَدتْ فينا حجارتُهمْ
وفي صدرِ الجبالِ
تَرنّقَ السُمّاقُ منْ دمِهِمْ
وظلوا في فضاءِ الأُغنياتِ
أمينَها السرِّيِ أو حَبل الترابْ.
وتجمَّلت أيامُنا برصاصِ وحشٍ طائشٍ
وازدانت الجَبهاتُ بالجرحِ السخيّ
ولَم تزلْ في كل يومٍ
تستجيبُ لنا المدائنُ والقبابْ.
وتفجّر الشِريانُ
فاضَ
غَلى
تعالى واستشاطَ
ومارتِ الطرقاتُ بالنيرانِ
زُلزلتِ الشوارعُ تحتَ أقدامِ الغُزاةِ
تَراقصَ المولوتوفُ من كل الجهاتِ
تفرقعَ الكبريتُ
واصطَهدَتْ جهنَّمُ في الإطاراتِ الرهيبةِ
يَخرجونَ- الشيخُ في أولادهِ والمرأةُ
الثكلى وَجاراتُ الشهامةِ والملثّمُ والمُقمّطُ
والمطاردُ- بالحجارةِ والعصّيِ وبالفؤوسِ
يطوّقونَ الجيشَ
يرشقُهمْ بآلافِ القنابلِ والرصاصاتِ المميتةِ
يهجمونَ ويَقتلونَ ويُقتلونَ
وبالسكاكينِ المضيئة يَطعنونَ
وتزفرُ النيرانُ حقداً
يعتلونَ جراحَهُمْ
أجسادُهْم متراسُهمْ
ويُحاصرونَ الجيشَ في كلِّ الأزّقةِ
إنّه يومُ الحسابُ.
يتدفّقونَ من المَدارسِ والكنائِسِ
من صفيح الجمرِ
من ألقِ البيادرِ والخوابي والجوامعِ
من جدارِ الحوشِ
من باب الحواري والنوافذِ
يَخرجون، يُحاصرونكَ أيّها المحتلُّ
تلقاهُم أمامكَ خلفَ ظهرِكَ
يطلعونَ إليكَ من عينيكَ،
من شفتيكَ، من أذنيكَ،
من أثوابِ قلبِكَ،
من يديكَ، ومن فرِاشكَ،
من منامِكَ، من سِلاحكَ،
يَطلعونَ يُحاصرونَكَ..
يَرفعونَ النجمَ ألواناَ
ويهتفُ فيهمُ وَهجُ الظهيرةِ
يحرقونَ سماءكَ الوَهمَ القديمَ
ويكسرونَ الحظْرَ
يهدرُ في صخور الكفِّ بُركانُ اللهيبِ
ويُلهبونَ الأرضَ تحتكَ
لا مجال أمام رُعبِكَ
غيرَ أنْ تمضي بعيداً
في الصحارى والسرابْ.
***
يا أيّها الرُبّانُ
إن ذبحوا الجنينَ ببطنِ أمِكَ
لا تُسلمهمْ مفاتيحَ الحياةِ
ولا تُصافحْ ربَّ رشاشٍ عوى
في ميثلونَ وبيتَ أُمّر
في قرى بيتا ونحّالينَ
هل غفروا لجدّكَ شيْبَهُ
أم هل تودُّد طفلةٍ رحِمَ الجدائِلَ
من حريق رصاصهمْ؟
هل فرّقوا بين الحلالِ أو الحرام؟
أو انثنوا لمّا تضرّجتِ المشافي
من شظايا الانتقام؟
وهل يكونُ السلْمُ ما بين القتيلِ
وبين قاتِلهِ الغَصوبِ؟
وكيف أنسى أنَ دباباتهم كانتْ تصبُّ الحقدَ
حتى تجعلَ الروحَ الأبيةَ كاليبابْ.
***
هَدموا..!
وما هدموا سِوى بيتٍ
ستُعلي سقَفُه أيدي الطفولةِ والحجارةْ
سَجنوا..!
قد أصبحتْ كلُّ السجونِ
منارةً تلوَ المنارةْ
قَتَلوا..!
وماذا إن غسلنا أرضَنا بِدمائِنا؟
فليقتلوا..!
أعراسنا ارتفعتْ وقد نِلنا البِشارةْ
جَرحوا..!
فليجرَحوا
لا بأسَ من تفجيرِ موجِ العشقِ
في جِسد البكارةْ
قد أغلقوا..!
فليغلقوا كلَّ المنازل
سوفَ نبقى في الشوارعِ
كي نسِّعرها عليهمْ
بالرجولة والجسارة
قد أبعدوا العشرات..!
ماذا إنْ حملنا أرضَنا في القلبِ للدنيا قليلاً
سوفَ نرجعُ بعدَ أن نرمي إلى التاريخِ
قضبانَ النظارةْ
مَنَعوا التجوّل..!
سوف نكسرهُ
ونُشعلُ في المواويلِ الشرارةْ
قد قلعوا الأشجار..!
سيكونُ تحت جذورِها
قبرٌ لَمنْ قَصّوا ضفائرها المُثارةْ
قطعوا المياه..!
ماذا إذا شربَ الرجالُ الظامئون جراحَهُمْ
وتَهللّت بِهمُ الحضارةْ
مَنَعوا السَفَر..!
السَبعُ يفتكَ إن تقيّدَ في المغارةْ
قد أحرقوا..!
فليحرقوا
هذي جهنّمنا صليباهمْ بها
ستظلُّ موصدةً تنادي:
هل سيأتي من زيدٍ؟
إنّهم حَرقوا أصابَعهمْ وأعواد الثقابْ
***
يا أيها العَربي إصرخْ
فجّر الدُّنيا
ولا تأبه لسجنٍ أو لموتٍ
أو تعلَّم ..
وأنظر بعينِكَ.. هل عميتَ؟
وهل عجزتَ عن الكلامِ؟
وهل فقدتَ السمعَ؟
أوشمَّ العفونةِ في السلاسلِ؟
قد علمتُ بأنَّ أمّتنا
أضاء سراجُها ليلَ السبيلِ
ولم تُعلِّمني المدارسُ
أنّ امّتنا التي تحت النعالِ تحطُّ هامتها
لتنكسر الرقابْ.
عفواً. فإني ما نسيت القابعينَ بسجنهم
والسائرين على مسامير الصليبِ
ومّنْ تدلّى تحتَ أعوادِ المشانقِ
أو تنامى العُشبُ في شفتيه فعلاً
والأغاني من يديه تقاطرتْ
مثل الخضابْ.
عفواً فإني اعرفُ الشعبَ الذي
اختزنَ البطولاتِ المهيبةَ
والرّوائعَ
انما أبكي وأصرخُ من غيابكمُ المريعِ
وصمْتُكم هذا دليلُ جنازةٍ فيكمْ
وأعشقُ أن يكونَ العرسُ في طرقاتِكم
ويحقُّ لي.. –وأنا امتدادُ بيوتِكمْ-
هذا العتابْ.
***
وأقولُ: سوفَ أضمّكمْ يا كلَّ أطفالي
وأمسحُ عن جبينكم التجَّهمَ والرّهابْ
.. قد هجروا طير البراءة من عيونكم الأليفةِ
مزّعوا طيفَ المحبة في صدوركم الرئيفةِ
إنما خسِروا الرجولةَ والشعورَ الآدميَّ
وأصبحتْ كل المواقعِ لُعبةً
يتسابقُ الأطفالُ فيها
والجنودُ دُمىً لتصويب الحجارة
والرصاصُ يلوّن الأجواءَ
يُعطي للفكاهةِ طعمَها المرَّ المُعذَّبَ
مثلما يُعطي الجنونَ عواءه الخاوي المُصابْ.
وأقولُ: أي فكاهةٍ أبلى من الحربِ التي
يَلقي الصغارُ بها الجنودَ الحاملينَ مدافعاً
والسائقينَ مُصفّحاتٍ..
ثم ينتصرُ الصِّغارُ
ويَرفعونَ على المداخلِ صورة الشُّهداءِ
والعَلَم المُفدّى
والجنودُ هناكَ في أقصى الطريقِ
يسبّحونَ بحمد رب الإنسحابْ !
***
يا أيَّها الرّبانُ إنكَ في ضلوعِ صغارنا
الدَّفقَ الذي يُعطي الطفولةَ نُضجَها
أنتَ الذي يُعطي الحجارةَ
في أكفّ صغارِنا، الوهَجَ الُمهابْ.
وصغارُنا وكبارُنا والأمّهات
-بزفّةِ الشهداء في برق الصّدامِ،
وفي النقاشاتِ السريعةِ-
يهتفونَ لوجهكَ القدسيِّ
أنتَ الرمزُ
أنتَ أميرنا العصريُّ
فاحكم بيننا بالعدلِ
أنت محاصرٌ بالنارِ والأسوارِ
حَولكَ أخوةٌ أعداءُ
أمزجةٌ وتجّار
وألسنةٌ ينضنضُ سُمّها حولكْ
فلا تأمنْ لهم.. تهلكْ
وصَدِّق كل مَن عانوا ومَن جاعوا
ومن ماتوا
ومنَ ظلّوا، برغم الثلجِ، في الخندقْ
همو أهلكْ
فلا تهلكْ..
فكلّ الناسِ، رغمَ دموعها، خلفكْ
وكل الناسِ أضحى دربُها دربكْ
ولم نبدأ لكي تُنهى حكايَتنا
بهذا الصّمتِ والليلكْ
فلن يُعطوكَ، مَنْ ذبحوكَ، غيرَ الكذبِ
لن يأتوكَ إلا إن رأوا سيفكْ
ولن يأتوكَ إن ظنّوا
بأنك سائرٌ وحدكْ
ولن يعطوكَ إلا ما ستأخذهُ
بساعدكَ الذي يشتدُّ بالمَعْرَك
..


2- ونحن سواء
(رسالة من "أنصار-3" إلى المناضلات في معتقل "نفي ترتسيا" النسائي)

لعلّكِ يا اخُتَ روحي بخير.
لعل جميعَ اللواتي عشقنَ الحياةَ بخير
لعلَّ الجميعَ بخير
** ** **
أكتبُ من نرجسِ القلبِ
آيةَ حُبي الكبير إليكِ.. وأُهدي إليكِ السلام،
وأسألُ عن مُهرةٍ قيّدوها،
وعن غيم عينيكِ، أسألُ،
عن دمعةٍ في المساءْ،
ومن عندنا في لهيبِ الصحارى،
خمسةُ آلافِ واحة عشقٍ
تقدُّ إليكِ نشيدَ النخيل،
وتُهدي إليكِ رحيقَ الحداءْ،
وترسلُ عبرَ رداء الطيور،
جراحات ناي المحبين،
عطرَ الصهيلِ ووجهَ السماءْ.
وأسألُ: كيفَ تنامُ عصافير حُزنك،
في الليل،
كيف يغرّد فيكِ الهزارُ،
نهاراً،
وكيف تشقّين ثوبَ "العتابا"
على كربلاءْ؟!
وأسأل: كيف السجين يُغنّي،
-وقلبي أحقُ بهذا السؤال-
فنحن نواجه رملَ المعسكرِ "بالآوف"
نكسرُ وحشَ الصحارى،
بُعرس انتفاضتنا،
لا نكفّ عن الدَبكاتِ،
ونغمرُ هذا المدى بالغناءْ..
يا أختَ روحي التي ما نسيت،
أراكِ بسجنكِ أحلى وأبهى،
فلا تستثيري حنان اليمامِ،
وراءَ الشبابيك،
حتى يظلّ هديلُ الشتاءْ،
فقد حرّقتني دمعةُ عينيكِ
لمّا تنـزّتْ،
قبيلَ الدخولِ لمعنى القيود،
وكنتُ أحبُّ أراك ابتساماً،
ليورق "أنصارُ" عُشباً وماءْ..
ونحن دون العوالم:
ندفنُ مَنْ مات منّا
نشيّع مَنْ راح للسجنِ،
أو للوقوف شموخاً على النطعِ،
أو مَنْ تدلى بأنشوطة الرعبِ
بزغرودة الانتماءْ.
يا أختَ روحي،
أأسأل جوعَكِ كيف يُشقِقُ فيك الجبال،
وكيف البلابلُ في شفتيكِ تنادي البحار،
وكيف الزنازينُ تصحو على الصرخات،
ونحن سواء؟
أأسأل، والسجنُ غازٌ يفجّر قلبَ الهواء،
ونحن سواء؟؟
أأسأل، والقيدُ يبدأ من رسغِ كفيَّ،
في "كتسيعوت"،
ويمتدّ حتى يعانقَ كفيكِ
في عتمات سجونِ النساءْ؟؟
لا بأس!!
فالسجنُ سهم يصيبُ المخابيء
في القلبِ.
يكشفُ سرّ الزمانِ الثقيل،
ويجعلُ ذكر الطفولة والعشق،
أشهى العذاب،
ويكتبنا سورةً للإباء.
والسجنُ قبرٌ بكلِ العصورِ
وفي عصرنا روضةٌ للصغار الذين،
أتوا في زوايا الإناء.
فنحن -دون السماوات والأرض-
نكبر بالموت،
نولد في كل حربٍ وسجنٍ
ونُطلق أطفالنا في براري النداء.
والسجنُ من عهد جان سليمان،
حتى النبيّ الذي راودتهُ زليخةُ،
حتى "نفي ترتسيا" أوجدوه،
لحرق البساتين في الصدرِ،
أو لاحتواء العواصف والأنبياءْ.
ولكننا قد جعلنا السجونَ قلاعاً،
تضّجُّ شموساً،
وسرجاً نطرّزه للعراءْ..
شقيقةَ روحي.
إذا ما سألتِ، فإنّي ما زلتُ حياً،
وكلي شوقٌ لعيني هَزار،
وكلي وفاءْ



3- واستوت آياته



كَبُرَت رسائلهْ
وودّع أُمّهُ ليلاً
وعادَ إلى القيود ..
..وبدا كأغنيةِ الحصادِ ،
..مضى
كموّال يُضمّخُ ليلنا بنجومهِ،
وأراد أن يُعطي السلاسلَ حُزْنَهُ
لكنّها ردتّه بالحُزنِ المعتّق
والخلودْ.
ومضى يُفتّشُ
في غيوم السجنِ عن مطرٍ جديدٍ
ترتوي منه الزجاجاتُ التي انفجرتْ
فضوَّعت الوجودْ.
وازاحَ عن إصحاحهِ النوريِّ
مزمارَ القعودْ.
فغدتْ حروفُ عيونه عُشباً لأحداقِ القصائد،
والمصابيحِ الصغيرة
فاستوتْ آياتهُ:
إشهدْ زمانَ الانتفاضةِ وانتفضْ
هذا زمانٌ للطفولةِ والحجارة،
للمقاليع، القناني،
والمتاريسِ الجليلةِ والبنودْ
** ** **
لم تكفِهِ كلُّ السنينِ العشر
والأطيارُ ترسمُ شكلها
خلفَ النوافذِ
لم يُسرِّحْ أغنياتِ السجنِ للسجانِ
لم يهدأ على شفةِ الرعودْ،
في صدره قامت ضلوعُ الجوع
تشحذُ رمحَها
لتضيءَ شبّاك الزيارةِ،
إنّه جوعُ المساجينِ الذي
جعلوه صُبحاً
للولادةِ والصمودْ.


** ** **
لم تبكهِ الحسناءُ
من وجعٍ لذيذٍ
في مزاجِ الليلِ داعبها
لتسألَ عن طفولتها التي ستضيعُ
في بلقيسَ
إنْ جاءتْ ولم يرجعْ..
فإنْ جاءتْ.. فقولي:
يا ظلام السجنِ خَيّم فوقَ طفلتنا،
ويا حَبقَ الحكايا
لا تُجرِّح عاشقين
ووردةً فوقَ المهودْ..
يا آيتي الأولى على ألواحِ قلبي
يا بهيَّ العِشقِ
عُدْ للأبيضِ المُفْضي
إلى ألقِ العهودْ.
وأكتبْ رسالتك الجديدةَ للصغارْ
يا ليْلكَ الأطفالِ يا بلقيسُ
يا نغمَ الهزارْ !
سيجيء فجرُ الانتصارْ
وستشهدون نهاركم
والليلُ، يوماً، لن يعودْ..
فلتشهدوا
هذا زمانُ الانتفاضةِ
إنه زمنُ الصعودْ.

4- ما لم تقله العرّافة



أبشرُّكم بالدمارِ الجميلِ
بروما الجديدةِ
بالنحلِ يمتصّ روحي
ويحرقه الشهدُ والفاجعة.
أُبشِّركم بعد أن طار كأسُ الرصاصِ
وحطّت رياحٌ
وراحت تُفقّسُ في رحمنا الشائعة .
أُبشّركم بالنباحِ المزوّقِ
بالشهداءِ يموتون حتى النهايةِ
باللون يفقد عُرسَ الضلوعِ
ويرتدّ محرقةً ساطعة.
أبشّركم بالخرابِ المهُندَسِ
شيئاً فشيئاً،
إلى أن تسود اللغاتُ
وكلٌّ على قبرها راتعة.
أبشركم بالثلوجِ الرمادِ
بصوت الفقاقيع،
بالزبد الجّهْمِ يختال فوقَ الشواهدِ
وهي تضيء مدائننا الخانعة.
أُبشّركم بالسوادِ الحكيم،
يغطي مواويلنا الجارحاتِ،
وينهض فوق السواري
وتلبسه الطيرُ في الوكناتِ،
ويبقى لِقتلِ براعمنا الطالعة.
أبشّركم أنه لا عجبْ
ولا نأمةٌ من غضبْ
وزوبعةٌ من طربْ
وأن الخيولَ استراحت على تعبٍ
من تعبْ.
وأن الخرافةَ قد خرجت من عصاها
وعادت، على مائها، من حطب.
أُبشركم باقتتال الجسدْ
ولا أحدٌ أو أحدْ
بِمُرِّ البكاءِ وموتِ الولْد.
أبشركم بالبلدْ
ولا أي شيءٍ بهذا البلدْ
سوى القتل سيده والقوَدْ..
وأن الذي سوف يبقى
سيقتله ذلهُ والكَمدْ.
أبشّركم بالغناء الحزينِ
وحزنِ الأبدْ
وبحةُ زغرودةٍ موجِعة
وشهقةِ مفقوءةٍ دامعة.
أُبشّركم أنها القارعة
وما سوف يدريك ما القارعة
خرابٌ سيكمُل دورته التابعة..
إلى أن أُبشركم بالنجومِ..
إذا ما استفاقت بصدر فضاءاتها الواسعة.
أُبشركم، بعدها، بالبلدْ
بروما التي لم توّزع سنابلها للحريقِ
وتنظر أنهارها الراجعة.
أُبشّركم، بعدها، بالولدْ
شهيداً، جريحاً، من السجن يخرجُ،
يبدأ دورته الرابعة.




5- سنبدأ من أول الموت



رياحُ ستأخذ قمحَ الروابي
وتبكي الثكالى على عتباتِ الطوابين
ما بالهم رحلوا ، والغزالةُ قد رحلت خلفهم؟
لم يشاءوا لها أن تغيب
ولكنهم سحبوا ضوءها للشواهد والقبر
قال الحكيم:
إذا كانت الريح هوجاء تأخذ بعض الأواني
ولكن قمحَ السنابل يبقى
وماء الينابيع يكثرُ من دمهم
والغزالة إن سقط النجم أرضاً
توِّجُّ وتكتحل الرابية.
هنا الريح يا أبيضَ الروح بيضاء
لا صوت للريح لا رائحة.
قال الحكيم:
إذن هذه الريحُ والعادية!
هذه زلزلات الذي كسروا ظلّه
فارتعدنا جميعناً ولكننا لم نبُح بالصراخ
فضجت بنا الساقية.
يا أبيضَ الشعر والروح
كيف النواميس يهجرها نجمُها
والنجومُ مواقيتُ، عادات، ساعاتُ، بصمةُ جرحٍ على جرح عشقٍ وموتٍ، وهذي النجومُ
اغترابٌ، شظايا، قشورٌ، وثلجٌ يذوب
على قُبلةٍ نائية.
قال الحكيم:
إذا بلغ العقلُ حدّ الجنون، فلا تبخلوا بالحياة
ويا أمّ هذا الصغير اندهي بالزغاريد كل الزهور،
وصبيّ زنابقَ كفيك في جمر شارعنا،
وارفعي أغنياتِ النشيد المجيد إلى آخر الآزرق المُعتلي بالنشيد المجيد وضوء غزالتنا الثانية.
يا أبيضَ الروح، يا صوتنا في غموض الصبوحِ وخمر مواقيتنا السارية.
ما بال أسوار عكا تغيض، ويافا مطهّمة بالسوادِ، وأجراسنا في غروب الرياح ترنّ، وآذاننا في علوّ النحاس تغور، ومعراجنا في تراب الذنوب، وآياتنا للقصور عناوينها الجارحات، وأطفالنا بالهزائم نمهرهم، كيف يا أبيض الصدرِ نخدش هذا الحمام بصقر الدماء، وننسى المخيم يمشي إلى شاهدٍ من رخامٍ لينسى أنين مفجّعة ناعية؟
قال الحكيم:
مفارقةٌ هذه الأرضُ منذ اختلفنا على لون آبائنا في الحقول، وأكثر ما يفجعُ القلب أنّ اختلاف التراب يكون احتراباً،
وكل تراب له قدم في الطريق وداليةٌ دانية.
وكل ترابٌ له نبضه في الضلوع، فإن ثار بعض البراكين في الصدر فابحث عن الجذر في سمرة الصخر أو في حمْرةٍ للترابِ، فكل تراب له شاهدٌ للزمان، وكل زمان له دولة راعية.
وأولُ ما قام من دول في الكهوف، بكينا
مع الوحشِ من وحشنا الآدمي، ويا ويلنا
من غبارِ الطريقِ الذي سوف يصبح كهفَ الرئيس،
وما ينقصُ الدولةُ الآن
شعبٌ بعيدٌ عن الريح،
قال الحكيمُ:
وأولُ ما يظهر في نجم دولتنا
-إذا ما يلملها الريحُ- مشنقةٌ عالية.
يا أبيض القلب. متنا كثيراً إلى أن تبدّل فينا الترابُ وما سمعوا جلّنار الوريد. وكم مرة سوف يذبحنا الآخرون لنشهد أن الصغير بريٌ، وما صدّقوا أنني أشتهي الموت حزناً على صدر أمي، فكل مقابرنا في البراري تصيحُ، وموتٌ بلا وطن حسرةٌ، أشتهي الموت حزناً عل صدر أمي لتصبح أعشاب مقبرتي راضية.
يا أبيض الروح
عارٌ على جرحنا أن يريحُ السكاكين من دمه،
والسكاكينُ حقٌ لها أن تقول أرحنيَ يا جرحُ..
إذا ما قلبنا سؤال الجروح ستبقى يبوس بلا خاتم أو عروس، وهذه الجبال بلا كاتمٍ في صفير الرياح رياحٌ،
وهذا الحنين المدججّ بالصبر دون المسدس رعبٌ،
وهذي السقوف انسفوها،
وخلّوا النواقيس في الأرض توقظها، واشعلوا في السماء جهنَمكم واجعلوا شمسها دامية.
يا أبيض الروح، متنا كثيراً،
إلى أن تبدّل آدم فينا إلى جُثةٍ للتجاربِ،
قال الحكيم: إذا لم تموتوا تموت العصافيرُ في البئر، إن الرياحَ تشدّ البحار لتطفئ نار التوهّجِ في النجم..
كنتم نجوماً تلألأ بلّورُها في الليالي
الثقيلات، لكنكم لم تقيموا نهاراً
ولن تصنعوا الفجر من نصفِ موتٍ وجوعٍ..
وماذا لدينا، سوى دمنا، يا حكيم؟
مُتم قليلا، وأكثركم لم يمت.. يقول الحكيم..
ابدأوا من جديدٍ
سنبدأ من أول الموت،
يا أبيضَ الروح،
حتى تزول الرياح..
وترجع للحقل غيثاً وزوجاً وبشرى
سنبدا من أول الموت..
قال الحكيم: سلامٌ على نجمةٍ سوف تأتي،
وأنشودةٍ للنهار الجميل،
وأرجوحةٍ حانية





6- مُدن العودة

سأبدأُ ..
لكنّني قد بدأتُ قديماً من الحُزْنِ
أو من غموضِ النزيفِ
على تُربةِ النازحين،
وقلتُ لهاجَر:
يا طفلةَ الموتِ كوني لنا
في الشروقِ، كما نشتهي، عودةً للبلادِ..
وغنيّتُ للهاتفين.
فكيف سأبدأ ثانيةً
والدّخانُ دمٌ ماطرٌ في الغروبِ
المؤدّي إلى القدسِ،
أو يجمعُ القريةَ التي حرّقوها
بِحُمّى مجنزرة القاتلين؟
***
هناك على كتفِ الليلِ
قام المؤذّنُ كي يوقِظَ النائمين،
لكي يدخلوا في الصلاةِ
إلى سَجْدة النارِ،
أو يُوقِفوا السحجاتِ التي انفتحت
في الجبين.
سلاماً، إذاً، يا قتيلاً
له ألفُ وجهٍ أو اٌسْمٍ،
وفي صدره ألفُ جرحٍ..
إلى أن تَغَضَّنَ وجهُ الذبيحِ،
وقالوا هو الأوّلُ
العاشرُ
الألفُ في مسْلخِ الغاصبين.
وهذي البيوتُ لأحزانِ أيتامها الضائعين،
وللثاكلاتِ اللواتي عقدْنَ الجدائلَ
للغائبين.
***
كأن ثيابَ النبيّ الذي قطّعوه
هنا، بين حيفا ويافا، موزّعةٌ في الحقولِ،
فتنبتُ أضرحةً كالعقيقِ،
وزفّةَ نارٍ لوردِ الحريقِ
وطوفانَ مذبحةٍ في الطريقِ ..
فينفتحُ البرُّ أقنيةً للدماءِ،
فتجري،
ويُصبحُ هذا المدى دامياً كالجَنين.
ويرضعُ من ثديِ مقتولةٍ،
فارقصي يا مناديلَ جدّته، في الجُنونِ،
اصْرخي في الجحيمِ..
عسى أن تردَّ البلادُ على الداخلين.
ولكنّها وَحْدَها في السواحلِ!
لا جَرَساً حولَ زنّارها،
قد تكون النهايةَ
فالماءُ ميناؤها للغيابِ،
وجنيّةُ الموجِ عادت إلى أخْذِهِهم للبعيدِ..
ولكنّها سوف تمشي على درَجِ النّخلِ،
بأبنائها المُرْسَلين..
وتحضنُهم مثل طفلٍ ذبيحٍ،
وَتَسْطعُ أثوابُها الناقعاتُ،
وتذْرعُ أبوابَ عكّا مع الغاضبين.
فطوبى لأقواسها العالياتِ،
لأبوابها المُشْرَعاتِ
لأقْبيةِ الوالدات
لِقُبَّرَةٍ في الجهات
لكلّ مجرَّاتها المائسات
على حَبَقِ البَحَرات
لأسوارها في الحياة
وأسوارِها في الممات
وأدمعها في الطحين.
سلاماً لمليون يافا بحيفا،
ومليون موقدة للبلادِ،
من الموجِ حتى القباب المضيئة
في قلعةِ الخالدين.

***
ويافا خريطُتنا للبقاءِ،
وصورتُنا في الأغاني،
وآلهةُ الآسِ،
سجّادةُ الضوءِ،
والشِعرُ في حَمْأةِ النازفين..
وحيفا البدايةُ،
كُوشانُ جَدّي،
وجَمْرُ الدّوالي ،
وماءُ التماثيلِ،
والبرْقُ في ثوبها المدرسيِّ،
وتعزيةٌ للسماءِ،
وأغنيةُ اللهِ للمُنْشِدين.
***
في البحرِ مجنونةٌ للسياجِ،
أو غابةٌ تجهشُ الريحُ فيها على طائرٍ
لا ينام،
جناحاهُ ظِلُّ القوافلِ والراكبين،
في الفجرِ يهدي إلى الشمس أغنيةً من حريرٍ،
وفي الليل يبكي على وحشْةِ التائهين.
وفي الدارِ عشُّ اليمامِ
الذي كان نجمُ السماءِ يشاركه فضّةَ البيت
أو زَغَبَ الحالمين.
وفي الحوشِ أرجوحةٌ للضفائرِ،
تعلو وتعلو..
إلى أن تُضَمِّخَ في الَغيْمِ أعرافَها الشَّهدَ،
أو تنعفَ البْدرَ للآمنين.
***
في البيتِ سيدّةٌ ترقبُ البابَ
حتى يدقَّ عوارضَه سيّدٌ
قيلَ قد نَخَّلَتْهُ الرصاصاتُ،
في دربِ عوْدَتِهِ،
فارتمى، غارقاً، بين أصحابهِ الغارقين.
وفي كلّ سطحٍ تَرى شبحاً
يُطلقُ الخوفَ في كل فجٍّ،
فيسّاقط الوردُ في حضنِ أصحابه الطيبّين.
ويمضون في زفّةِ النهرِ
حتى تفيضَ الدروبُ، وتبدأُ
أعراسُ مملكةِ العاشقين.
***
وخارجَ يافا وفي قلب حيفا ترى الوحشَ
يحتال ثانيةً
كي يُمَرِّرَ سفّودَه في الغزالِ،
وليس له غيرُ أنْ يقتلَ الأرضَ قاطبةً
إنْ أراد لأنيابهِ اللّحمَ،
هذا الذي عَلّم الموتَ أنْ يشربَ الروحَ صافيةً
من ينابيع أطفالِها، ثم يمضي
ليحتلّ أشجارها من تضاعيفِ أصحابها المُتعبين.
وما عاد يذكرُ أنّ له بقعةً في الحريقِ
فَعَاثوا بها وَاستكانَ،
وكانَ الهشاشةَ والذلّ في رِبْقةِ الصّاغرين.

***

وفي القدسِ قاطرةٌ تحمل الشهداءَ
إلى حقلِ جنّتهم،
ثم تأتي القواطيرُ كي تمضغَ الجثثَ الرّانخاتِ!
هو الوحشُ في مَعْدنِ الحرفِ
لا لن يرى غيرَ صورته في البقاءِ
على وَحْلِ مذبحةٍ إثْر أخرى..
إلى أن يتّمَّ له الوَهْمُ في لَعْنَةِ الميّتين.
***
في القدس ، أندلسُ العُشبِ،
كانَ لنا الذَّهَبُ الضوءُ
واللبنُ الحلوُ
والقهوةُ المُشْتهاةُ
وما أذهلَ السِّحْرَ والعابرين.
***
وحَطّ الغرابُ على البابِ،
مدّ خوافيه في كلِ وادٍ
فَماَل بها كوكبٌ لا يرى كلَّ هذي الأخاديدِ،
أو لا يرى كلَّ هذي المدافنِ في أبد الداهرين.
ويافا الذبيحةُ طفلتُنا في الحكايا،
وما تأكل الغولُ من لحمها كالعجين.
وحيفا الروائحُ في ليلةِ الزنجبيلِ
إذا شفّ نايُ الغريبِ، وفحّ الحليبُ
على فروةِ الحالمين.
ويافا المنادي على الناسِ:
يا أيها السامعونَ إذا مرّ بدرُ التمام بِكم
فاعلموا أنه النوُر قد عادَ،
والليلُ ماضٍ إلى عتمةِ الغابرين.
***
وحولَ المدينةِ تبكي المدائنُ
أو تستفيقُ القرى والقلاعُ
أو السوقُ والسيفُ ..
والخيلُ في غزّةَ المجدِ
هامدةٌ كالسّجين.
والصمتُ في مِعْطفِ الصّمتِ
مرَّ على النَّحلِ في القدسِ،
لكنّه خَبَّ مُبتعداً في الطنين.
فيا قدسُ!
هذا النّداءُ الرخيمُ
أو النّايُ والرّسمُ
والرّعدُ في الشالِ
والسُّكَّرُ المِزُّ
والبابُ والحيُّ
والظلُّ في الدمعِ
والصوتُ والبيتُ والشرفاتُ ..
بشلّالها الأرجوان ..
والصُبْحُ خلفَ شبابيكه والزمانُ
وأسرارُ نارِنْجة الصيفِ
والرّمشُ أو غمزةُ الأقحوان
والريحُ إنْ مَرَضَت بالحنين،
ومصطبةُ القَدْرِ والصلواتُ
والطيرُ والدربُ والبائعاتُ
والصبرُ في جَرّة الطين ..
والصّحْبُ إنْ رجعوا نائمين
على كرزٍ ذائبٍ..
والمرايا التي شهدت
كيف تندلعُ النارُ في سُرّةِ الياسمين..
تكتبُ اليومَ
أجملَ ما سوف نقرأ،
يا قُدْسُ ؛
حيفا لها المُبتدا في الرّجوعِ
ويافا لها خَبَرُ العائدين.








الآراء (1)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




نصوصُ الجَسد - شَهد النّار
( 1.6k | 0 | 5 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 1.3k | 0 | 0 )
من يوسف إلى زُلَيْخة
( 1.3k | 0 | 0 )
هُدهد سليمان
( 996 | 0 | 0 )
حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة )
( 981 | 5 | 3 )
نصوص حنظلة إلى ناجي العلي
( 978 | 0 | 0 )
أرض السماء
( 860 | 0 | 1 )
الفراشةُ الثَّمِلَة (إلى فلورنسا)
( 859 | 0 | 0 )
القدس اسم عاشقة
( 839 | 0 | 0 )
نصوص - عباءة الورد
( 826 | 5 | 1 )
مئة بيت في حُبّ الرسول عليه وعلى آله السلام شُمُوُسُ مُحَمَّدِ
( 818 | 0 | 0 )
نقوش على جدارية إلى محمود درويش
( 802 | 0 | 0 )
عُذْرُ المُشتاقِ
( 801 | 0 | 0 )
أَشْباهي
( 796 | 0 | 0 )
حالاتُ الشَّاعر
( 787 | 0 | 0 )
نصوص إيلياء
( 779 | 0 | 1 )
نصوص بترا
( 742 | 0 | 0 )
أُغنّي
( 732 | 0 | 3 )
نصوص المريد كتاب الجيم
( 710 | 0 | 0 )
الخروج إلى الحمراء
( 702 | 0 | 0 )
يا قُدْس
( 693 | 0 | 0 )
وردة السُّور
( 692 | 0 | 0 )
نصوص - كشكول الذهب
( 688 | 0 | 0 )
عبد اللطيف .. بحيفا !
( 683 | 0 | 0 )
سعادة الماء (نصوص المُريد)
( 679 | 0 | 1 )
برق الرّبيع في مولد حضرة سيدي النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم
( 672 | 0 | 0 )
امرأة الياسمين
( 656 | 0 | 0 )
شاعرة على حافّة الانتحار إلى سيلفيا بلاث
( 653 | 0 | 1 )
الإمام إلى جدّي علي بن أبي طالب ، كرَّم اللهُ وجهَه
( 652 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 648 | 0 | 0 )
ليل نهاريّ (نُصوص الباب)
( 639 | 0 | 0 )
تمهّل يا كعب
( 622 | 5 | 0 )
فَعلتَ ما قُلتَ
( 622 | 0 | 0 )
أُمُّ الدّنيا .. لا تنام ! إلى القاهرة
( 621 | 0 | 0 )
حارسُ المقبرة
( 618 | 0 | 0 )
ياسمينة لابن خلدون
( 617 | 0 | 0 )
الأرضُ مِحرابي
( 613 | 0 | 0 )
القدس في قرطبة
( 613 | 0 | 0 )
لكَ لا لغيركَ
( 612 | 0 | 0 )
خطاب الفتى العربي
( 610 | 5 | 1 )
سيّدة الياسمين
( 608 | 0 | 0 )
هي أُمّي
( 602 | 0 | 0 )
رفـح
( 596 | 0 | 1 )
الطلاء
( 588 | 0 | 0 )
كُنّا نلعبُ ..
( 577 | 0 | 0 )
مملكةُ الوسواس
( 575 | 0 | 0 )
المُهاجرُ في وطنه
( 574 | 0 | 0 )
على النَّهر
( 573 | 0 | 0 )
ستخرجُ عمّا قريب..
( 571 | 0 | 0 )
غزّة؛ سؤالٌ وجواب
( 571 | 0 | 1 )
بوذا
( 568 | 0 | 0 )
النائِمَة
( 560 | 0 | 0 )
وجهُ القدس
( 560 | 0 | 0 )
خُذْ مِعطفي
( 557 | 0 | 0 )
هذا أنا
( 557 | 0 | 0 )
شيخ المكان / الحكواتي
( 556 | 0 | 0 )
أحلام ابن النبيّ
( 552 | 0 | 0 )
مِيمُ المُريد (إلى مريد البرغوثي)
( 552 | 5 | 0 )
مصر ؛ أعلى من الكلام
( 551 | 0 | 0 )
الصِّدِّيقة عائشة
( 550 | 0 | 1 )
مصر التي لا تنحني
( 548 | 0 | 0 )
العراق
( 545 | 0 | 1 )
حريّة
( 536 | 0 | 0 )
الكرديّ الأول
( 534 | 0 | 0 )
نادت عليك القدسُ
( 532 | 0 | 0 )
عوج بن عناق أبو العماليق
( 532 | 0 | 0 )
حقيقة
( 532 | 0 | 1 )
عمّي معروف
( 531 | 0 | 0 )
لا ظلَّ للضوء
( 530 | 0 | 0 )
تُقلِقُني النَجمةُ في الأَنحاء
( 529 | 0 | 0 )
الطفلة إلى عهد التميمي
( 526 | 0 | 0 )
الحُسن والحزن
( 523 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 519 | 0 | 0 )
سيّد العائلة
( 518 | 0 | 0 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 517 | 0 | 0 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 514 | 0 | 0 )
يا ربّ
( 507 | 0 | 0 )
النَبيّ
( 506 | 0 | 0 )
يا سِنينُ .. ارْجِعي !
( 503 | 0 | 0 )
مولد العكّوب إلى الشاعرة فدوى طوقان
( 501 | 0 | 0 )
مثل الأشباحِ.. وحيداً
( 500 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 495 | 0 | 0 )
قانا
( 494 | 0 | 0 )
مغناة الديكتاتور
( 492 | 0 | 0 )
أنبياءُ بلادِ الشَّهْد
( 491 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 490 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 489 | 0 | 0 )
غزة الله
( 488 | 0 | 0 )
قاوِمْ
( 482 | 0 | 0 )
الولدُ الصوفيّ .. المصريّ
( 481 | 0 | 0 )
أبي.. يا أبي
( 480 | 0 | 0 )
جَنّة الكائنات
( 479 | 0 | 0 )
لنكسرَ الغول
( 478 | 0 | 0 )
تُقى
( 476 | 0 | 0 )
الموسيقى عاريةٌ ! .. لا أعرِفُها
( 476 | 0 | 0 )
قالوا
( 474 | 0 | 0 )
كيف الخلاص؟
( 471 | 0 | 0 )
مَنْ أنْتَ .. ؟!
( 471 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 460 | 0 | 0 )
خَسْف
( 459 | 0 | 0 )
الدخان
( 458 | 0 | 0 )
كان جِيماً
( 455 | 0 | 0 )
الإمام
( 453 | 0 | 0 )
حَبَّتان على الصدر !
( 453 | 0 | 0 )
صُورة حَمدان
( 451 | 0 | 0 )
الدخان
( 451 | 0 | 0 )
لَوْحَات
( 451 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 450 | 0 | 0 )
رُبّما !
( 447 | 0 | 1 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 437 | 0 | 0 )
يا صاحبَ العِيس (بيان سياسي)
( 429 | 0 | 0 )
إضراب عن الطعام إلى الشهيد رامي الغزاوي
( 427 | 0 | 0 )
تُقى
( 425 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 419 | 0 | 0 )
حوار بسيط قبْلَ الحربِ
( 374 | 0 | 0 )
كيف الخليل؟! اللقاء الأخير مع عز الدين المناصرة
( 348 | 0 | 0 )
طُوبى لَهُ: إلى غريب عسقلاني
( 327 | 0 | 0 )
ليلى قيس
( 322 | 0 | 0 )
الماشطة؛ أُمّ الرّيحان
( 316 | 0 | 0 )
نبوءات العَرّاف بعد الحرب الدائرة
( 302 | 0 | 0 )
عائدون إلى فراديسِ الجنون إلى صديق ..شرقَ النَهر
( 299 | 0 | 0 )
قبْلَ الحربِ بذِكْرَى
( 267 | 0 | 0 )