ماكانَ ذكرى
صار منذُ الآن توجيها إلهيا يضيءُ طريقَنا نحو احتشاد الوقت في الأنفاسِ..
نحو تحشرج الكلماتِ في الصمت البليغِ..../
وصارَ وحْيا !
...
..
.
ما عدتُ أذكر غير أنّي قد نجوتُ من المجازِ ومنْ كلامي..
كان رملٌ هاربٌ من غرفتي
يجتثُ كُثبانَ الثواني
استيقظَ الوحش الذي في داخلي
استيقنتُ أنَّ الموت آتٍ من تفاصيلِ الرُّكامِ /
سمعتُ صوتَ الريح يغمر ضفتيْ روحي:
"إذا لم تنكسرْ لغةً ستذروكَ
الكثابينُ
اخترعْ لغةً لكيْ تستصرخَ الأمل/السراب
ولِدْ هنا
لُغَةً لتحيا ! "
...
..
.
قد كنتُ يأسا صارخا
متكوما
يغلي كرقطاء الصحارى
جاثما فوقي نحاسُ الوقتِ
والريحُ التي عبّتْ رمالا كيْ تُريني شكلَ أنثى في المدى
حتى أتابعَ رحلتي ..
لا أذكر الصوت الذي قد حفّني يوم
ارتطامي بالحرير ..
أنا هنا
وهويتي: غرقي
لِديني من جديدٍ يا حياةُ..
أتسمعينَ الصوتَ من تحتِ الغبار ..
أنا
الذي وأدتْه ذكرى ...
قد أصير مزيجَ دمٍّ في خلايا شاعرٍ
ما زال ثعبان الكلامِ يَفِحُّ في جسدي / الصدى
"مازلت حيّا"