سأقول للعناب شيئا عن رحيقك..
سوف يرتبك الكمان إذا رآك
وتضحكين كقطة مغرورة باللثغ
سوف تُفتِّحين الورد في أحداق روحي
ثم تنعفك الأغاني في الصباح مع البهاء.

لا، لا تقولي إنه عطر المساءات الشهية
أو غوايتك الكثيفة باللقاء.

لا تتركيه يراك ترتجفين في وضح العناق
وتهربي من لذة المعنى إذا اشتعل العقيق
وغافل الشفتين في قلق التودد
وهو يسرق لهفة حَرّى من السفلى
فيركض مثل لص خلف قامتك الشفيفة
بعدها ينداح في الضحكات
كالماء الخفيف إذا تُهدهده السماء

ها أنت تنتظرين طلته
فيحمل باقة من شوقه ليراك
أو ليذوب في العناب
في التوت الطري
وفي مخاصرة يطوقها الغناء.

كوني له صيفا ربيعا
أو مسامرة على طرف الخريف
ولذة يجتاحها فصل الشتاء.

كوني له في كل كلك غفوة
أو ضحكة لا تنتهي
أو فضة بيضاء عتقها الصفاء

لا تخلعي الخلخال
لا تترددي في مسِّه بالشوق
لا تدعيه في ركن الغريفة
حاولي أن تمنحيه اللوز والرمان
والتوت المعتق في المساء.

ودعيه يحلم أن يراك كما يريد
وأن يُخاصر جيدك العفوي
أن يتمايل الشجر الطريّ على يديه
وأن تميل به ملامحه الصغيرة
وهي تَفلح سهلك البريّ في أرق الحرير.

ودعي لآلئك القليلة تحتفي بجنونه
في لثم ضوئك
وهو يرقص تائها بين الحديقة والأثير.

وخُذيه، ضُمي ما يَمسُّك من تَعطشه لضمك
وخذي ارتجافته الصغيرة
كي يُدوّر خصرك المجنون في أرق السرير.