مَطَر - خوان غيلمان | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

من أبرز شعراء الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، حاصل على جائزة ثربانتس للآداب عام 2007 (1930-2014)


1263 | 0 |





تُمطِرُ اليوم كثيراً، كثيراً،
ويبدو أنهم يغسلون العالم
وجاري في المنزل المقابل ينظر إلى المطر
ويفكر في كتابة رسالة حب؛
رسالة إلى المرأة التي تعيش معه
وتطهو له وتغسل له الثياب وتطارحه الغرام
وتشبه ظِلّه
لم يقل جاري أبداً كلام حُبّ إلى تلك المرأة
ويدخل البيت من الشُّبّاك لا من الباب.
من الباب يُمكِنُ الدخول إلى أماكن كثيرة:
إلى العمل، إلى المُعسكر، إلى السَّجْن،
إلى كل مباني العالم؛
لكن ليس إلى العالم
ولا إلى امرأة
ولا إلى الروح
أَعني
إلى ذلك الدُّرج أو المركب أو المطر الذي نسمّيه هكذا
تمطر كثيراً كاليوم
ويصعُبُ عليّ كتابة كلمة «حُبّ»
لأنّ الحُبّ شيءٌ وكلمة «حُبّ» شيء آخر
ووحدها الروح تعرف أين يوجد الاثنان
ومتى
وكيف
لكن ماذا بِوسع الروح أن تشرح؟!
ولذا ثمّة عواصف في فَمِ جَاري
كلمات تغرق
كلمات لا تعرف أن هناك شمساً؛ لأنهنّ يولدن
ويمُتْن في الليلة التي فيها يُحِبّ
ويَتْرُكْن رسائل في البالِ لن يكتبها أبداً
كالصمت بين وردتين
أو كمِثلي؛
إذ أكتب كلمات لأعودَ
إلى جاري الذي ينظر إلى المطر،
إلى المطر،
إلى قلبي المَنْفِيّ.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ محمد الرشيدي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.